22 تموز/ يوليو 2024 - استضاف المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط فعَّالية للاحتفال بالذكرى الخمسين للبرنامج الأساسي للتمنيع مساء يوم 17 تموز/ يوليو 2024 في القاهرة، مصر.
ويُعد البرنامج الأساسي للتمنيع حجر الزاوية في مجال الصحة العامة العالمية منذ تدشينه عام 1974، وكان في البداية يُسمَّى البرنامج الموسَّع للتمنيع. فعلى مدى عقود، أنقذت هذه المبادرة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية عددًا لا يُحصَى من الأرواح، وحَمت ملايين الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وهو ما جعل البرنامج يستحق وصف «الأساسي»* في اسمه الجديد.
وقد دُعيت مجموعة واسعة النطاق من المشاركين الرفيعي المستوى للاحتفال بهذه المناسبة البالغة الأهمية. وانضم المديرون والمستشارون والممثلون الوطنيون لبرامج التمنيع الوطنية من أنحاء الإقليم إلى وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الشريكة والجهات المانحة في الفعَّالية.
وفي الكلمة الافتتاحية للدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي ألقتها على الحضور نيابةً عنها الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، وصفت الدكتورة حنان البرنامج الأساسي للتمنيع بأنه «نموذجٌ رائعٌ لما يمكن تحقيقه لحماية صحة مجتمعاتنا عندما نتعاون جميعًا». وحثَّت على استمرار الدعم المُقدَّم من كل الجهات صاحبة المصلحة لتعزيز جهود التمنيع في أنحاء الإقليم، من أجل سدِّ الثغرات وتحقيق الأهداف الإقليمية والعالمية للبرنامج الأساسي للتمنيع في النهاية.
وتأتي دعوة العمل تلك متسقةً مع المبادرات الإقليمية الرئيسية الجديدة التي أطلقتها المديرة الإقليمية ورؤيتها المتمثلة في تسريع وتيرة العمل، وتوسيع نطاق الإتاحة، وضمان الإنصاف في مجال الصحة.
وفي الفعالية، طرحت المنظمة مسوِّغات الاستثمار للانتقال في مجال شلل الأطفال تهدف إلى دعم الاستثمارات في أصول برنامج شلل الأطفال بما يتجاوز استئصال المرض. وبهذه الطريقة، يمكن أن تواصل تلك الأصول دعمها لجهود التمنيع الروتيني، والترصُّد، والاستجابة لفاشيات الأمراض الأخرى التي تصيب الإقليم.
تقدير النجاحات المُحرَزة في مجال التمنيع
أتاحت الفعالية فرصة أيضًا لتقدير الإنجازات المُحرَزة على المستوى القُطري في التمنيع على مدى خمسين عامًا ماضية. فحصلت أفغانستان، والأرض الفلسطينية المحتلة، والصومال، والسودان، والجمهورية العربية السورية، واليمن على جوائز، إشادةً باستمرارها في تقديم خدمات التمنيع، حتى في خضم الصراعات الدائرة، وغيرها من حالات الطوارئ الأخرى.
وكُرِّمت جيبوتي، التي تواجه بدورها العديد من التحديات، لالتزامها بتحسين برنامج التمنيع الوطني ومساعيها في هذا الشأن.
ومُنِح العراق وليبيا جائزتين بوصفهما أول بلدين في الإقليم يُكمِلان عملية الانتقال في مجال شلل الأطفال. وكُرِّمت مصر والبحرين وجمهورية إيران الإسلامية وعُمان للقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية.
واحتُفيَ كذلك بتسعة بلدان لِمَا اتخذته من خطوات في إدخال لقاحات جديدة؛ وهي: البحرين والكويت والمغرب وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لإدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وباكستان لتقليلها عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات تمنيع، ولاتخاذها قرارًا بإدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وتونس لاتخاذها قرارًا بإدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، ولبنان لإدخاله لقاح المكورات الرئوية واللقاح المضاد للفيروس العجلي، رغم القيود الاقتصادية الصارمة، والأردن لاتخاذه قرارًا بإدخال اللقاح المتقارن للمكورات الرئوية.
ومُنِحَت كذلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) تكريمًا خاصًّا لاستمرارها في تقديم خدمات التمنيع في قطاع غزة خلال الحرب الدائرة.
وساعد الكثير من الأفراد والجهات صاحبة المصلحة في تحقيق نجاح البرنامج الأساسي للتمنيع، وتلقَّوا تكريمًا على تفانيهم أيضًا في أثناء الأمسية. ووُزِّعت جوائز على المديرين الوطنيين للبرنامج الأساسي للتمنيع، ومستشاري التمنيع، والعاملين الصحيين، وأعضاء المنظمات الشريكة، وممثلي الحكومات.
والتزمت الجهات صاحبة المصلحة المشارِكة في الفعالية بشعار «ملتزمون معًا بمواصلة التمنيع»، سواء شخصيًّا أو عبر رسالة مُسجَّلة. وعكس هذا الالتزام إصرارًا على الحفاظ على نجاح البرنامج الأساسي للتمنيع وتأثيره عن طريق مواصلة الرحلة التي بدأت قبل خمسين عامًا.
* أُقيمَ تحالف غافي للقاحات في صورة شراكة صحية عالمية في عام 2000 بهدف إتاحة فرص متساوية لحصول الأطفال الذين يعيشون في أفقر بلدان العالم على اللقاحات الجديدة والقليلة الاستعمال. ويهدف التحالف، على وجه التحديد، إلى تسريع وتيرة إتاحة اللقاحات، وتعزيز نُظُم الصحة والتمنيع في البلدان، واستحداث تكنولوجيا تمنيع جديدة ومبتكرة. ولقد دعَّم التحالف منذ إنشائه تمنيع 326 مليون طفل إضافي، وحال دون وقوع 5.5 ملايين حالة وفاة محتملة.