عمان / بيروت / القاهرة 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 - أصدرت اليوم الشبكة العربية للطفولة المبكرة (ANECD)، ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، ومنظمة إنقاذ الطفولة، ومنظمة اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) تقريرًا بعنوان "النهوض بالرعاية في مرحلة التنشئة في الأوضاع الإنسانية". يعرض التقرير الدروس المستفادة من سلسلة من ورش العمل التي عقدها الشركاء في العام 2021 لتعزيز الالتزام بتنمية الطفولة المبكرة في المنطقة، ويسلط الضوء على الجهود التي بذلها العراق والأردن وفلسطين وسوريا لضمان رعاية الأطفال الذين يعيشون في ظروف الأزمات.
تُعتبر السنوات الأولى من العمر حاسمة لنمو الطفل. ومع ذلك، لا يزال الملايين من الرضع والأطفال الصغار في دول المنطقة يواجهون تحديات ضخمة للبقاء على قيد الحياة والنمو.
ويواجه الأطفال المتأثرون بالأزمة، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، مخاطر متعددة الأبعاد على نموهم، ويعزى ذلك في جزء كبير منه إلى حرمانهم من بيئة رعاية مستقرة. كما يتعرض الكثيرون لمستويات مرتفعة من انعدام الأمن والعنف والتوتر بسبب الحرب والصراع والنزوح القسري والهجرة وإعادة التوطين. ومن المحتمل أن تؤدي هذه التجارب إلى عدم وصول الرضع وصغار الأطفال ومقدمي الرعاية لهم إلى الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية، ومخاطر عالية لسوء التغذية، وغيرها من المخاطر المحتملة الناشئة عن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والفقر المدقع وتغير المناخ.
وفي أواخر عام 2020، طورت المنظمات الخمس موجزًا بعنوان "رعاية التنشئة للأطفال الذين يعيشون في أوضاع إنسانية“، لضمان حصول الأطفال في حالات الأزمات على الرعاية التي يحتاجون إليها بشكل أفضل. واجتمعت المنظمات مرة أخرى في العام 2021 لتعزيز العمل على مستوى الدول من خلال دعم فرق العمل الوطنية في العراق والأردن وفلسطين وسوريا لتنظيم ورش عمل متعددة القطاعات ومن مختلف أصحاب العلاقة.
نتج عن ورش العمل هذه اتفاق الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين في قطاعات الصحة والتعليم والحماية على الإجراءات ذات الأولوية لتزويد الأطفال برعاية التنشئة في كل سياق على حدة. وركزت هذه الإجراءات على تنفيذ السياسات، وجمع البيانات واستخدامها، والتعاون متعدد القطاعات، وآليات الحوكمة وزيادة الاستثمارات المستدامة.
وقد أرست المبادرة الأساس للشركاء الوطنيين والدوليين عبر مختلف القطاعات من أجل:
استكشاف الفرص وتحديد الإمكانات التي تمتلكها مختلف القطاعات في تقديم الخدمات والبرامج التي تلبي احتياجات الأطفال الصغار والعائلات والمجتمعات.
تشجيع الحوار عبر مختلف القطاعات.
تمكين التعلم والتبادل بين مختلف أصحاب العلاقة.
وأسفرت ورش العمل هذه عن نتائج ملموسة في الدول. على سبيل المثال:
في العراق، تم الانتهاء من إستراتيجية تنمية الطفولة المبكرة ونشرها من قبل الحكومة العراقية بالشراكة مع اليونيسف.
في فلسطين، تم توسيع إستراتيجية تنمية الطفولة المبكرة الحالية لتشمل لجنة حوكمة معززة لتنمية الطفولة المبكرة، وهي خطوة حاسمة حيث تلعب الحوكمة والتنسيق دورًا أساسيًا في ضمان جودة الخدمات لتنمية الطفولة المبكرة.
في شمال غرب سوريا، أضافت مجموعة التعليم برامج تنمية الطفولة المبكرة إلى إستراتيجيتها التعليمية للفترة ما بين 2021-2023. وهذه هي المرة الأولى التي يُشار فيها إلى تنمية الطفولة المبكرة كأولوية مجموعة التعليم هناك، مما أدى إلى تحفيز تمويل جديد من مجموعة الحماية.
بينما يوفر التقرير موردًا فريدًا للمجتمع العالمي لاستخدامه كقالب ليتم تكراره للنهوض بهذا العمل، لا تزال هناك حاجة ماسة لقيادة وطنية ودون الوطنية لتحسين تنمية الطفولة المبكرة بشكل فاعل في السياقات الإنسانية، وللمانحين لتقديم تمويل طويل الأجل ومستدام لتنمية الطفولة المبكرة، ولجميع الجهات الفاعلة ذات الصلة للعمل معًا من أجل رؤية مشتركة لتنمية الطفولة المبكرة للأطفال، خاصة الأكثر هشاشة وأولئك الذين يعيشون في سياقات الأزمات.