كلمة الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في افتتاح المختبر التشخيصي للترصُّد البيئي لفيروس شلل الأطفال، في عُمان

13 شباط/ فبراير 2025

معالي الوزير، السيدات والسادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يُسعدني أن أشارك معكم في افتتاح المختبر التشخيصي للترصُّد البيئي لفيروس شلل الأطفال بالمختبر الوطني لشلل الأطفال في مدينة مسقط بسلطنة عُمان.

فهذا المرفق المتطور لترصُّد شلل الأطفال يُعدُّ إنجازًا مهمًّا في معركتنا الجماعية ضد شلل الأطفال، ويؤكد من جديد التزامنا الراسخ بالصحة العامة.

ونيابةً عن منظمة الصحة العالمية وعن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، أغتنم هذه الفرصة لأهنئ صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان حفظه الله، ومعالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي، وزير الصحة العُماني، على قيادتهما الحكيمة ودعمهما المتواصل لجعل هذا المختبر حقيقة واقعة.

لقد كان لعُمان، على مدار أكثر من عقدَيْن من الزمن، دورٌ محوري في دعم جهود استئصال شلل الأطفال التي تبذلها البلدان في إقليم شرق المتوسط.

وكذلك كان، ولا يزال، لمختبر شلل الأطفال الوطني في مسقط بعُمان دورٌ فعَّال في اختبار عينات البراز المأخوذة من الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض الشلل الرخو الحاد في البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة واليمن للكشف عن فيروس شلل الأطفال.

ومع بدء عمل هذا المختبر الجديد، ستُجري عُمان الآن أيضًا الترصُّد البيئي الذي يسمح باكتشاف فيروس شلل الأطفال في المجتمعات المحلية، حتى قبل ملاحظة الحالات السريرية.

وسوف يفحص المختبرُ عينات الترصُّد البيئي التي تُجمَع من عُمان وبلدان أخرى.

ولهذه الجهود أهميةٌ بالغةٌ في مساعدة البلدان، ومنها بلدان مجلس التعاون الخليجي، على اكتشاف أي حالات وافدة محتملة لفيروس شلل الأطفال والوقاية منها.

وأما في اليمن، حيث تضرَّر النظام الصحي الوطني تضررًا شديدًا بسبب الصراع المطول ولا يزال سريان فيروس شلل الأطفال المتحوِّر مستمرًّا، فإن الاختبارات السريعة التي يُجريها المختبر الوطني لشلل الأطفال في عُمان لها أهمية بالغة في توجيه الإجراءات المناسبة والعاجلة لوقف سريان فيروس شلل الأطفال.

وأغتنم هذه الفرصة لأعرب عن خالص امتناني لوزارة الصحة، ومختبرات الصحة العامة المركزية، بقيادة الدكتورة حنان الكندية، والمختبر الوطني لشلل الأطفال في عُمان، برئاسة الدكتورة انتصار الشكرية، وجميع فِرَقهم المخلصة، على التزامهم الراسخ بجهود استئصال شلل الأطفال.

ونُعرب أيضًا عن امتناننا لجميع المعنيين الذين ساهموا في جعل هذا المختبر حقيقة واقعة.

فلنواصل العمل معًا، والاستفادة من الابتكار والتعاون والعلوم، لضمان عدم إصابة أي طفل مرة أخرى بشلل الأطفال، فهو مرض عُضَال يفتك بحياة الأطفال وأسرهم.

ونتطلع إلى استمرار تعاوننا مع سلطنة عُمان لنضمن تطلُّع الأطفال في إقليمنا إلى مستقبل خالٍ من شلل الأطفال.