2 أيار/مايو 2018 - ما تزال مستويات التلوث المرتفعة تدق ناقوس الخطر في الكثير من أرجاء العالم لاسيما إقليم شرق المتوسط. وتوضح أخر البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن 9 من أصل 10أشخاص يستنشقون هواءً يعج بالملوثات. كما تكشف أحدث التقديرات عن ارتفاع مخيف في عدد الوفيات بفعل كل من التلوث المحيط (الخارجي) والمنزلي (الداخلي) بلغت 7 ملايين نسمة سنوياً. ويتجاوز عدد لا بأس به من المدن الضخمة المعدلات الاسترشادية لجودة الهواء التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بما يفوق خمسة أضعافها وهو الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على صحة الناس.
ويعتبر عدم الكفاءة في استخدام الطاقة داخل المنازل ومن قبل قطاعات الصناعة والزراعة والنقل فضلاً عن محطات الطاقة الكهربائية التي تعمل بالفحم من المصادر الرئيسة لتلوث الهواء بفعل انبعاثات الجسيمات الدقيقة. بالإضافة إلى ما تقدم، وفي بعض المناطق الأخرى يعتبر رمل وغبار الصحراء وعمليات حرق المخلفات وإزالة الغابات من المسببات الإضافية للتلوث. وتتأثر جودة الهواء بالعوامل الطبيعية مثل العوامل الجغرافية والجوية والظروف الموسمية.
ويجتاز تلوث الهواء حدود كافة البلدان. ويتطلب تحسين جودة الهواء بذل مجهودات حكومية متواصلة وكذا اتخاذ إجراْءات متسقة على كافة مستويات الحكومة. ويوصى بأن تتعاون البلدان سوياً لإيجاد حلول ناجعة تسعى إلى توفير وسائل نقل مستدامة وطرح سبل متجددة وذات كفاءة لإنتاج الطاقة واستخدامها والعمل على تحسين إدارة المخلفات. وتعمل منظمة الصحة العالمية في عدد من القطاعات الأخرى بخلاف قطاع الصحة شأن قطاع النقل والطاقة والتخطيط العمراني والتنمية الريفية، وذلك لمساعدة الدول في التعامل مع مشكلة تلوث الهواْء التي تتزايد حدتها يوماً بعد يوم.
الغبار الطبيعي عامل أساسي في زيادة نسب تلوث الهواء بصورة خطيرة
وتبلغ معدلات تلوث الهواء المحيط أعلاها في إقليم شرق المتوسط وفقاً لما جاْء عن منظمة الصحة العالمية حيث يعزى حوالي 50% من نسب التلوث إلى المصادر الطبيعية مثل العواصف الترابية. وترتفع نسب تلوث الهواء المحيط أيضاً في إقليم جنوب شرق آسيا يليها في الترتيب البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل في إفريقيا وغرب المحيط الهادي.
كما يتسبب التعرض لتلوث الهواء إلى ارتفاع نسب الوفيات المبكرة في الإقليم لتبلغ حوالي نصف المليون نسمة سنوياً.
وتبين تقديرات منظمة الصحة العالمية أن قرابة 7 ملايين (شاملةً 493 00 من الإقليم) يموتون كل عام بسبب استنشاقهم للجسيمات الدقيقة التي يحملها الهواء والتي تخترق بدورها الرئتان وجهاز القلب والأوعية الدموية مما يصيبهم بأمراض مثل السكتات والأمراض القلبية الوعائية وسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن والتهابات الجهاز التنفسي شاملةً الالتهاب الرئوي.
وتسبب تلوث الهواْء المحيط وحده في وفاة 4.2 ملايين نسمة عام 2016 من بينها 336 000 في الإقليم وحده. وعلى الجانب الأخر تسبب تلوث الهواء الناجم عن الوقود والتكنولوجيات المُلوثة التي تستخدم في الطهي والتدفئة داخل المنازل في وفاة قرابة 3.8 ملايين شخص في نفس العام منها 213 000 حالة وفاة في الإقليم. قامت منظمة الصحة العالمية بإدخال التعديلات الإحصائية المناسبة في محاولة منها للحد من العد المزدوج لحالات الوفاة الناجمة عن تلوث الهواء المحيط والتلوث المنزلي مجتمعين وذلك فور إدراكها لتعرض السكان لتلوث الهواء في أماكن مختلفة (مثال: التلوث الخارجي مقابل التلوث الداخلي) فضلاً عن تسرب نسبة كبيرة من التلوث المنزلي للهواء الخارجي (والعكس صحيح).
تلوث الهواء عامل خطورة بالغ الأهمية للإصابة بالأمراض غير السارية
تقر منظمة الصحة العالمية بأن تلوث الهواء هو عامل خطورة بالغ الأهمية للإصابة بالأمراض غير السارية في الإقليم، متسبباً في أكثر من ربع الوفيات من البالغين: 45% من مرض الانسداد الرئوي المزمن؛ 30% من سرطان الرئة؛ و28% من أمراض القلب، و25% من السكتة. ويتسبب تلوث الهواء أيضاً في 52% من الوفيات الناجمة عن الأمراض السارية مثل التهابات الجهاز التنفسي السفلي الحادة.
مزيد من البلدان تتخذ إجراءات
أكثر من 4300 مدينة، بما في ذلك 143 مدينة من 16 بلداً في الإقليم، تعد الآن تقارير في هذا الصدد وهي مدرجة في قاعدة بيانات المنظمة بشأن نوعية الهواءـ مما يجعلها أشمل قاعدة بيانات عن تلوث الهواء المحيط في العالم. وتجمع قاعدة البيانات المتوسط السنوي لتركيزات المواد الجسيمية الدقيقة (PM10 و PM2.5). ويشمل PM2.5 ملوثات، مثل الكبريتات والنترات والكربون الأسود، مما يشكل أكبر المخاطر التي تهدد صحة الإنسان. وتستند قاعدة بيانات المنظمة بالأساس إلى أنظمة راسخة لرصد نوعية الهواء في الأماكن العامة باعتبارها مصدراً معتمداً للبيانات الموثوقة في أنحاء مختلفة من العالم. ويتضمن المصدر الأساسي لهذه البيانات إعداد تقارير رسمية من جانب الحكومات.
وعلى الرغم من أن نحو نصف البلدان في الإقليم تقع تحت وطأة أنواع مختلفة من حالات الطوارئ، قدمت 57 مدينة إضافية منذ عام 2016 تقاريرها إلى قاعدة بيانات المنظمة بشأن نوعية الهواء. وهذا يبين أن المزيد من البلدان في الإقليم تقيس وترصد وتتدخل للحد من تلوث الهواء عن أي وقت مضى. ويعكس مثل هذا الاتجاه المتزايد في المدن التي تسجل بيانات تلوث الهواء التزاماً برصد نوعية الهواء وتقييمها، فضلاً عن الإجراءات التصحيحية. حدثت معظم هذه الزيادة في البلدان مرتفعة الدخل، لكننا على يقين من أننا سنشهد توسعات مماثلة لرصد نوعية الهواء والإنذار المبكر في جميع أنحاء العالم.
استجابة منظمة الصحة العالمية
في عام 2016 أصدرت اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط القرار EM/RC63/R.1 2016 تطلب فيه من المدير الإقليمي «تقديم خطة عمل لتنفيذ خارطة الطريق العالمية على الصعيد الإقليمي من أجل مواجهة الآثار الصحية المترتبة على تلوث الهواء. وناقشت الخطة وأقرتها الدورة الرابعة والستين للجنة الإقليمية التي عُقدت في باكستان في تشرين الأول/أكتوبر 2017، وتناولت أوضاعاً إقليمية فريدة مثل انتشار ملوثات الهواء التي تحدث طبيعياً (من الرمال والأتربة)، وأنواع الوقود المستخدمة في المنازل، والطبيعة الساخنة والقاحلة للإقليم، ونقص المعلومات والقدرة المؤسسية بشأن تلوث الهواء فيما يتعلق بالرصد وضعف أنظمة الترصد.
تضع المنظمة التوصيات المستندة إلى البينات على ما يمكن أن يعتبر مستويات «مأمونة» لتلوث الهواء لتكون بمثابة أساس لوضع المعايير والسياسات الوطنية لنوعية الهواء والحصول على الطاقة. توجد هذه الإرشادات المعيارية في مبادئها التوجيهية بشأن نوعية الهواء مثل مبادئ المنظمة التوجيهية بشأن نوعية الهواء: التحديث العالمي 2005 أو مبادئ المنظمة التوجيهية لنوعية الهواء في الأماكن المغلقة: احتراق وقود المنازل (http://www.who.int/airpollution/guidelines/en/).
كما أطلقت منظمة الصحة العالمية أيضاً حملة اتصالات عالمية تسمى تنفس الحياة. وهي شراكة بين منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتحالف المناخ والهواء النظيف للحد من ملوثات المناخ قصيرة الأجل التي تهدف إلى زيادة الوعي واتخاذ إجراءات بشأن تلوث الهواء من جانب الحكومات والأفراد.
تقدم مبادرة الصحة الحضرية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية نموذجاً لقطاع الصحة للمساهمة في التخطيط والسياسات الحضرية الصحية. وتركز هذه المبادرة على المشاورات بين القطاعات، والتدريب في القطاع الصحي، ووضع نماذج للسيناريوهات السياسية، والإعلام، والاتصالات.
وتعكف منظمة الصحة العالمية على إعداد عددٍ من الأدوات والموارد وتجريبها لدعم البلدان والمدن والأقاليم لمعالجة الآثار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء، وتشمل:
- أداة علي شبكة الإنترنت، اسمها "AirQ+" وهي تقدّر الآثار الصحية الناجمة عن التعرض لمستويات مختلفة من الملوثات؛
- مجموعة أدوات للحلول الخاصة بالطاقة المنزلية النظيفة (CHEST) وذلك لدعم تطوير سياسات الطاقة المنزلية النظيفة وتنفيذ "إرشادات منظمة الصحة العالمية الخاصة بجودة الهواء في الأماكن المغلقة: احتراق الوقود المنزلي"، وهذا يشمل الأدوات اللازمة لرسم الخرائط للجهات المعنية ورصدها وتقييمها، وإشراك المجتمع الصحي.
- أداة التقييم الاقتصادي الصحي (HEAT) لتقييم تدخلات المشي وركوب الدراجات؛
- أداة (Green +) لزيادة أهمية المساحات الخضراء والصحة؛
- أداة لتقييم صحة النقل المستدام؛
- أداة النمذجة المتكاملة للأثر الصحي والنقل (ITHIM).
ما الذي يمكن للحكومات والصناعة القيام به لمعالجة تلوث الهواء
إن التعاون بين القطاعات المتعددة والتعاون على المستويين القطري والأقاليمي أمر أساسي لحماية الصحة العامة من التعرض لتلوث الهواء. ويمكن أن تشمل أمثلة الإجراءات التي يتخذها مختلف الأطراف أصحاب المصلحة ما يلي:
- جعل القطاع الصحي يتماهى مع التوجهات البيئية للتقليل إلى أدنى حد من انبعاثات التلوث؛
- بناء أنظمة نقل عام آمنة وبأسعار معقولة وشبكات طرق صديقة للمشاة وراكبي الدراجات؛
- الاستثمار في الإسكان الموفر للطاقة وفي توليد الطاقة؛
- تحسين إدارة النفايات الصناعية والبلدية؛
- الحد من انبعاثات الفحم المنزلي ونظم طاقة الكتلة الحيوية؛
- الحد من ترميد النفايات الزراعية وحرائق الغابات وبعض الأنشطة الزراعية - الحرجية (مثل إنتاج الفحم)؛
- دعم الانتقال إلى الاستخدام المقتصر على الطاقة المنزلية النظيفة لأغراض الطهي والتدفئة والإضاءة.
ماذا يمكن للأفراد فعله للحد من تلوث الهواء؟
- امش على قدميك أو اركب الدراجة بدلاً من استعمال السيارة؛
- استعمل وسائل النقل العامة كلما أمكن ذلك؛
- إذا كان لا بد أن تمتلك سيارة، فاختر سيارة "خالية من السخام" وهذا يشمل السيارات الكهربائية أو الهجين، أو التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط، أو ثبت على سيارتك التي تعمل بالديزل مرشحاً لجزيئات الديزل المنبعث؛
- استعمل المواقد والوقود النظيف أو منخفض الانبعاثات أو بدون انبعاثات لأغراض الطهي؛
- قم بإضاءة وتدفئة منزلك بطاقة نظيفة، مثل الكهرباء أوالطاقة الشمسية؛
- قلل النفايات المنزلية، واصنع السماد من المخلفات وأعد تدوير القمامة، ولا تحرق النفايات.
- صمم المنزل بحيث تراعي التدفئة والتهوية الطبيعيتين.
- شجّع الحكومة على اتخاذ إجراء بشأن الحد من تلوث الهواء.
المواقع ذات الصلة
قاعدة ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﻊ موجز اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ والمنهجية المستخدمة في ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟمجموعات اﻟﻘطرﯾﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال على:
السيد أوميد محيط
العلاقات الخارجية والاتصالات
المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
مكتب: 02222765355
هاتف جوال: 201068813340 +
الدكتور باسل اليوسفي
مدير المركز الإقليمي لصحة البيئة
هاتف: مكتب: 96265524655 +
جوال: 962796746746 +
الأستاذ مازن ملكاوي
مستشار، مركز منظمة الصحة العالمية الإقليمي لصحة البيئة
هاتف: مكتب: 96265524655 +
الجوال: 962796555911 +