السليمانية، 9 أيار/ مايو 2023- في أعقاب زيادة مفاجئة في حالات الالتهاب السحائي في مدينة حلبجة ومحافظة السليمانية منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، أُرسِل فريق من الخبراء من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة إلى المناطق الموبوءة لإجراء استقصاء وبائي مشترك للحالات المبلغ عنها ووضع خطة استجابة سريعة للحد من انتقال المرض.
وأظهرت النتائج المختبرية الأولية من 24 عينة جرى جمعها مزيجًا من الالتهاب السحائي البكتيري (العقدية الرئوية) والفيروسي (الفيروس المعوي)، مما يشير إلى مُسبِّبَين للمرض. وتُجرى حاليًا المزيد من الاستقصاءات المختبرية للحصول على نتائج أكثر حسمًا.
ووقعت معظم الحالات في صفوف الأطفال في سن الدراسة، وكان عدد الإصابات بين الذكور ضِعف عدد الإصابات بين الإناث. ولا يزال الاتجاه التصاعدي للحالات جاريًا، حيث يقع مركز الوباء في وسط حلبجة ومدينة سيروان المجاورة.
وقال الدكتور أحمد زويتن، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق: "لم يُبلغ عن أي وفيات حتى الآن؛ ومع ذلك، من الأهمية بمكان أن نتحرك بسرعة للكشف عن الحالات وتأكيدها وعلاجها لخفض منحنى انتقال الفاشية ومكافحتها بفعالية".
وأظهرت الزيارات لمستشفى الوفاء في حلبجة ومستشفى الدكتور جمال أحمد راشد التعليمي لطب الأطفال في السليمانية التابع زيادة مفاجئة في حالات الالتهاب السحائي في الأسبوعين الماضيين، ويؤثر المرض بشكل رئيسي على الأطفال دون سن 10 سنوات. ويعمل المهنيون في مجال الرعاية الصحية بلا كلل أو ملل لعلاج المرضى، ولكن لوحظت تحديات مثل النقص الحاد في الموظفين والأدوية الأساسية والإمدادات في كلا المستشفيين.
وحصلت المنظمة على 20 عينة من السائل الدماغي النخاعي من المستشفيات التي تضم حالات المرضى، وستُشحن تلك العينات إلى مختبر متعاون مع المنظمة لإجراء مزيد من التحليل. وفي الوقت نفسه، طلبت منظمة الصحة العالمية مجموعات أدوات الاختبار التشخيصي السريع للالتهاب السحائي لتيسير تحديد مسببات المرض في الوقت المناسب والتمكين من اتخاذ إجراءات فورية في مجال الصحة العامة.
وستتولى المنظمة، بالتعاون مع وزارة الصحة، تنظيم تدريب متعدد التخصصات بشأن الالتهاب السحائي لموظفي الترصد ومهنيي الرعاية الصحية وتقنيي المختبرات في حلبجة والسليمانية خلال الأسبوع الذي يبدأ في 21 أيار/مايو 2023. ويهدف هذا التدريب إلى الإسراع في توسيع نطاق قدرات استجابة الخطوط الأمامية في المناطق المتضررة.
وقال الدكتور رياض الحلفي، مدير عام الصحة العامة بوزارة الصحة: "تتمثل أولويتنا الحالية في الحد من انتشار فاشية الالتهاب السحائي وتقديم الرعاية العاجلة والفعالة للمصابين به. ونعمل عن كثب مع فريق منظمة الصحة العالمية لإعداد استجابة قوية وتنفيذها، بما في ذلك رفع مستوى الترصُّد وتعزيز القدرات المختبرية».
وبناءً على تحديد مسببات المرض، قد تشمل استراتيجيات الاستجابة حملة لتطعيم الأطفال ضد المكورات الرئوية، والالتزام بتدابير الوقاية من العدوى، وتعزيز تثقيف المجتمع وتوعيته.
وقالت الدكتورة شيوري كوداما، المسؤولة الطبية ببرنامج الوقاية من الأخطار المُعدية والتأهب لها بالمكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط: "استجابةً للفاشية الحالية، بدأت منظمة الصحة العالمية بالفعل في اتخاذ إجراءات فورية من خلال تعزيز الترصُّد وجمع البيانات وقدرات المختبرات على التدبير العلاجي للحالات".