بغداد، 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 - على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبح الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية ركيزة أساسية في عمل منظمة الصحة العالمية في سعيها إلى تعزيز مشاركة المجتمع في التأهب والاستجابة لمختلف القضايا الصحية، بما في ذلك حالات الطوارئ والفاشيات. وقد حظي هذا الاستثمار الاستراتيجي بالتأكيد مجددًا خلال جائحة كوفيد-19.
وفي العراق، تمكَّنت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة من الوصول إلى ملايين الناس من خلال أنشطة التوعية المختلفة والأساليب المتعددة للوصول إلى مختلف فئات المجتمع استجابةً لمرض كوفيد-19 وحمى القرم-الكونغو النزفية وفاشيات الكوليرا، إلى جانب شواغل صحية أخرى.
وقال الدكتور أحمد زويتن، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق: "لم تقتصر الفائدة من الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية على المساعدة في بناء الثقة بين المجتمعات في جميع أنحاء العراق فحسب، بل يضاف إلى ذلك أيضًا المساعدة في زيادة شعورهم بامتلاك زمام الأمور والمساءلة لاتخاذ إجراءات للتصدي للمخاطر الصحية".
"كان علينا أن نبحث عن طريقة جديدة للتعامل مع المطالب الجديدة. وكان علينا البحث عن طرق للوصول إلى الجمهور مباشرة. وهذا هو ما وصلنا إليه في هذا الوقت.»
وخلال فاشية حمى القرم والكونغو النزفية، عمل فريق منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة ووزارة الزراعة على تعزيز التنسيق والاستجابة للفاشية من خلال الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا في المحافظات الجنوبية وإيصال الرسائل إلى المجتمعات المحلية ككل. كما تسنّى الوصول إلى الفئات شديدة الخطورة مثل الجزارين والأسر المعيشية وتُجار الماشية.
فعليات التجمعات الحاشدة
انطلاقًا من حرصها على مواجهة مخاطر الصحة العامة أثناء فعاليات التجمعات الحاشدة، تحالفت منظمة الصحة العالمية مع جمعية الهلال الأحمر العراقية ووزارة الصحة لتثقيف المجتمعات المحلية وزوار الأربعين للتأكيد على تزويدهم بوسائل الوقاية، حتى يحافظوا على صحتهم وسلامتهم.
وقد عُقدت نحو 500 18 جلسة في 572 منطقة شديدة الخطورة في 11 محافظة، استفاد منها 000 139 شخص.
كما جرى تدريب 250 متطوعًا ميدانيًا وفِرق توعية من منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للإنقاذ وتعبئتهم من أجل عقد آلاف الاجتماعات مع الفئات شديدة التعرض للخطر. وقد نجحوا في إيصال مواد ورسائل تثقيفية صحية إلى مئات الآلاف من الناس بشأن الوقاية من الأمراض، بما في ذلك حمى القرم والكونغو النزفية والكوليرا وكوفيد-19.
تعزيز الرسائل الصحية على وسائل التواصل الاجتماعي
اعتمد التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية بمنظمة الصحة العالمية اتجاهات وأساليب جديدة للوصول إلى الجمهور بمنتجات جذابة ومواد تتماشى مع الثقافة والأعراف واللهجات العراقية.
وخلال العام الماضي، أُعدت العشرات من مقاطع الفيديو عالية الجودة والرسوم المتحركة والدراما الإذاعية والرسوم البيانية باللغتين العربية والكردية لنشر رسائل التوعية بشأن مختلف حالات تفشي الأمراض في العراق. كما جرى إشراك المشاهير والمؤثرين المجتمع في للمساعدة في نشر هذه الرسائل على مختلف المنصات على نطاق واسع.
واستهدفت حلقات العمل حول التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية وجلسات بناء القدرات نحو 4500 من الزعماء الدينيين وزعماء القبائل وأكثر من 9000 من المستجيبين في الخطوط الأمامية، بما في ذلك العاملين الصحيين والمعلمين الصحيين والمتطوعين من المجتمع المحلي. وقد أسهمَت حلقات العمل التدريبية هذه إسهامًا كبيرًا في بناء قُدرات هذه المجموعات على نقل الرسائل الصحية حول التدابير الوقائية ضد مختلف الأمراض.
وقال الدكتور زويتن: "سوف نوّسع نطاق التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية بحيث يشمل الأمراض غير المُعدية الأخرى، وسنجعل منه أحد البرامج الرئيسية التي سنستخدمها في سعينا لتعزيز الصحة، وخدمة الفئات الأكثر تعرضًا للمخاطر، والحفاظ على سلامة العالم".