بغداد، 9 أيار/مايو 2022 — أطلقت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية عملية الترصد البيئي لفيروسات شلل الأطفال لتعزيز نظام الترصد الوطني لشلل الأطفال في العراق.
ومن شأن إنشاء نظام الترصُّد البيئي لفيروسات شلل الأطفال أن يستكمل ترصُّد الشلل الرخو الحاد من أجل ترصُّد أكثر موثوقية لشلل الأطفال بما يضمن الكشف المبكر عن فيروسات شلل الأطفال بين البشر أو في البيئة.
وقال الدكتور أحمد زويتن، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق: "يُعدُّ الترصُّد البيئي علامةً فارقةً في تعزيز ترصُّد شلل الأطفال في العراق". وأضاف: "لن يتسنى الحفاظ على وضع الخلو من شلل الأطفال في العراق إلا من خلال الترصُّد البيئي الفعال والمستمر.
فهذه مجرد مرحلة أولية من مسعانا لتعزيز الترصد البيئي في العراق. ونحن نخطط لزيادة عدد مقرات الترصد ومواقعها في المناطق عالية المخاطر، بما في ذلك مواقع التجمعات الدينية الحاشدة مثل الأماكن المقدسة في كربلاء والنجف، والمناطق التي تشهد حركة تنقل عالية للسكان مثل البصرة وأربيل".
واكتُشفت فيروسات شلل الأطفال البري في البيئة في ظروف عدم الإبلاغ عن حالات الشلل الرخو الحاد. ويُعدّ الترصُّد البيئي أيضًا أداةً محتملةً لرصد فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات (cVDPV2). وقد استُخدِم الترصُّد البيئي بنجاح لرصد دوران الفيروس المعوي وتقييم مدى دوران فيروس شلل الأطفال الوبائي أو مدته لدى فئة سكانية معينة
ودعمت المنظمة، بالتنسيق مع وزارة الصحة والمختبر الوطني لشلل الأطفال، تجديد المختبر واشترت المستلزمات، بما في ذلك المعدات ومجموعات الأدوات والكواشف. وقبل إطلاق الترصُّد البيئي، أجرت المنظمة تدريبًا مكثفًا حول جمع عينات مياه الصرف الصحي، ومراقبة الترصُّد من أجل جمع العينات ونقلها بكفاءة.
وبالإضافة إلى ذلك، نظمت المنظمة دورة تدريبية أثناء العمل استغرقت 10 أيام للعاملين في مجال التقنيات المختبرية لعزل فيروس شلل الأطفال من عينات مياه الصرف الصحي وأفضل الممارسات لتخزين النتائج واختبارها وتفسيرها والإبلاغ عن البيانات. واشتمل التدريب، الذي أجراه أحد الخبراء الإقليميين في منظمة الصحة العالمية في مجال شلل الأطفال، على اختبار العينات الجديدة المأخوذة من أحد الموقعين المخصصَين في بغداد (محطة الرستومية للصرف الصحي)، فضلًا عن تدابير السلامة البيولوجية والرصد المجهري لإدارة النفايات.
وقال الدكتور فراس الخفجي، موظف فني وطني بالبرنامج الموسَّع للتمنيع وترصد شلل الأطفال بمنظمة الصحة العالمية في العراق: «جاءت هذه الخطوة كجزء من الخطة الوطنية بشأن التأهُّب لفاشية شلل الأطفال والتصدِّي لها. ومن الضروري التيقُّظ لاكتشاف أي ظهور محتمل لدوران فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات أو وفادة فيروس شلل الأطفال البري، أو كلا الأمرين".
لقد كان العراق خاليًا من فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات وفيروس شلل الأطفال البري منذ عام 2014 حتى تأكدت حالتيّ إصابة بفيروس شلل الأطفال البري بعد غياب استمر 14 عامًا ومع ذلك، لا يزال العراق معرضًا لخطر كبير لوفادة فيروس شلل الأطفال البرّي أو ظهور فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات أو وفادتها، وذلك بسبب ارتفاع مستوى تحرُّكات السكان داخليًا وخارجيًا، والانخفاض النسبي للتغطية بالتمنيع الروتيني ومحدودية الحصول عليه في بعض المناطق.
وقد شرعت وزارة الصحة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في خطة شاملة متعددة السنوات للوصول إلى كل طفل من خلال التمنيع الروتيني واستراتيجيات التمنيع الأخرى، بما في ذلك الحزمة الوطنية للخدمات الصحية الأساسية وأنشطة التمنيع التكميلي.