وقد حدد إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تعزيز النظم الصحية كأولوية من الأولويات الاستراتيجية الخمس لعمله مع الدول الأعضاء على مدى السنوات الخمس المقبلة. وقد حددت الورقة (ش م/ل إ 59/مناقشة تقنية 1)، والتي عُرضت على الدورة التاسعة والخمسين للّجنة الإقليمية في عام 2012، حددت القيود والتحديات التي تواجه النظام الصحي، وحددت الخطوات المستقبلية لتعزيز النظم الصحية في الإقليم، والتي اشتملت على الخيارات لتنمية القوى العاملة الصحية.
ويسلم مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط بأهمية دعم الدول الأعضاء في جهودها الرامية إلى زيادة قدرات التمريض والقبالة، وخلق بيئات للممارسة الإيجابية، وتطوير القيادة حتى تكون قوية وملتزمة، والدعوة إلى أدوار متخصصة جديدة. وفي عام 2008، دعا قرار إقليمي للجنة (ش م/ل إ55/ ق.5) بشأن تعزيز التمريض والقبالة في إقليم شرق المتوسط إلى التوسُّع السريع للقوى العاملة في مجال التمريض والقبالة لمعالجة أوجه التفاوت في العرض والطلب، ووضع استراتيجية لاستبقاء الموظفين، وهذا يشمل تعزيز دور الممرضات ومركزهن وتحديد مسارات وظيفية واضحة.
وكجزء من العمل الجاري في مجال التمريض والقبالة، قام الاجتماع الثامن للفريق الاستشاري الإقليمي المعني بالتمريض، الذي انعقد في مسقط في عُمان عام 2011، بتحديث الاستراتيجية الإقليمية لتطوير التمريض والقبالة، وحدد إمكانية الحصول على التعليم ونوعيته كواحد من والتوجهات الاستراتيجية من أجل تلبية الاحتياجات الصحية ذات الأولوية الوطنية بأعداد كافية، ومواصلة الحفاظ على كفاءة الممرضين طوال حياتهم العملية.
وقد استُخدمَت على نطاق واسع المعايير الإقليمية الحالية ومناهج النموذج الأولي لتعليم التمريض خلال العقد الماضي، وكانت هي الأساس لإنشاء البرامج الأساسية وبعد الأساسية. وبالنظر إلى الإطار الزمني الذي انقضى منذ أن وضعت لأول مرة، فلا بد من استعراض وتحديث البرامج والاستعداد لعملية الاعتماد في بلدان الإقليم.
ويجب أن تأخذ المعايير المحدثة في اعتبارها المعايير العالمية لمنظمة الصحة العالمية المتعلقة بتعليم التمريض والاتجاهات الحديثة في مجال التعليم التحويلي. كما أن المناهج النموذجية المحدثة تحتاج إلى دمج المفاهيم والنهج الحديثة بمزيد من التفصيل من أجل إعداد الممرضات لأدوارهن المستقبلية في مجال الصحة. وتشمل هذه المفاهيم الكفاءات المطلوبة في حالات الطوارئ والكوارث، وزيادة التركيز على الأمراض غير السارية، وسلامة المرضى، والمحددات الاجتماعية للصحة، والرعاية الصحية الأولية، والصحة النفسية المجتمعية، وتكنولوجيا المعلومات، والوقاية من العدوى ومكافحتها (بما في ذلك سلامة الحقن)، والوقاية من الإعاقة والعنف والإصابات، والشيخوخة.
وفي ظل هذه الخلفية، عقَد المكتب الإقليمي مشاورة حول تعليم التمريض من أجل استعراض المعايير الإقليمية وتحديثها لتعليم التمريض، واستعراض النموذج الأولي لمناهج التعليم التقني والمهني للتمريض، وقد عُقدت المشاورة من 29 أيلول/سبتمبر إلى 1 تشرين أول/أكتوبر 2013 في عمّان، الأردن. وقد سعت المشاورة، وفقاً لقرارَي اللجنة الإقليمية ش م/ل إ55/ق5 و ش م/ل إ56/ ق3، والاستراتيجية الإقليمية المحدثة للتمريض والقبالة للأعوام 2012-2020، إلى المساهمة في تطوير توازن في القوى العاملة الصحية ودوافعها وتوزيعها بحيث تدار إدارة جيدة مع مراعاة مزيج المهارات المناسبة في الإقليم.
وكان من بين المشاركين عمداء مختارون للتمريض وخبراء في التمريض والقبالة وأعضاء منتخبون من الفريق الاستشاري الإقليمي المعني بالتمريض ورئيس الفريق الاستشاري العالمي المعني بالتمريض والقبالة وممثلو المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية في مجال التمريض في الإقليم وممثل من الجمعية العلمية للكليات العربية للتمريض، فضلاً عن موظفي منظمة الصحة العالمية من المقرّ الرئيسي ومن المستوى الإقليمي (الإقليم الأفريقي وإقليم شرق المتوسط).
وكانت أهداف الاجتماع هي:
استعراض المعايير الإقليمية الحالية لتعليم التمريض (قبل العمل وبعده) وتحديثها بما يتماشى مع القرار ش م/ل إ55/ق5 بشأن تعزيز التنمية في مجال التمريض والقبالة في إقليم شرق المتوسط والقرار ش م/ل إ59/ق3 بشأن تعزيز النظم الصحية في بلدان إقليم شرق المتوسط؛
استعراض مسودة المناهج النموذجية الأولية واستكمالها للتعليم التقني للتمريض (على مستوى الدبلوم) والتعليم المهني (على المستوى الجامعي).
وضع إطار لتخصص التمريض يشتمل على ممارسة التمريض المتقدمة في الإقليم؛
وضع خطة عمل لاعتماد المناهج المحدثة وإطار التخصص في الدول الأعضاء.