شبكة الإنذار المبكر وتوجيه التحذيرات والاستجابة

خبراء منظمة الصحة العالمية في مجال الإنذار المبكر يقيّمون نظام ترصد الأمراض بغرض الإنذار المبكر في سوريا (صورة: ‫منظمة الصحة العالمية، 2017خبراء منظمة الصحة العالمية في مجال الإنذار المبكر يقيّمون نظام ترصد الأمراض بغرض الإنذار المبكر في سوريا (صورة: ‫منظمة الصحة العالمية، 2017

نُظُم الإنذار المبكر لفاشيات الأمراض هي نُظُم تَرَصُّد تجمع معلومات عن قائمة مختارة من الأمراض التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة من أجل تحفيز تدخلات الصحة العامة. وهي تعمل في حالات الطوارئ الإنسانية عندما يكون أداء نُظُم الترصد الروتينية للصحة العامة في بلد ما منخفضًا، أو تكون تلك النُظُم مُعُطَّلة أو غير موجودة أصلًا. وكثيرًا ما توضَع نظم الإنذار المبكر لسد هذه الثغرات المؤقتة في الوقت الذي تتعافى فيه النظم الروتينية من آثار الكارثة أو الأزمة. وخلال حالات الطوارئ الإنسانية، يعد الكشف عن الأوبئة والاستجابة لها بسرعة عاملًا أساسيًا من أجل الحد من الأمراض التي لا داعي لها والوفاة× لاسيّما بين اللاجئين والمشردين.

وشبكة الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة هي شبكة من شركاء الصحة الذين يجمعون بيانات الترصُّد بشأن أمراض مختارة يمكن أن تتحول إلى أوبئة ويبلغونها، وذلك في إطار إنشاء نظام للإنذار المبكر من فاشيات الأمراض في الأوضاع الإنسانية. وعادةً ما تكون نظامًا يُعرف باسم 'نظام ترصد المتلازمات' يتولى رصد أي حدث أو ظهور مرض غير عادي وتقصّي أسبابه بسرعة.

وفي نظم الرصد هذه، يجري تشخيص كل مرض على أساس تعريف الحالة. وبالنسبة لكل مرض من الأمراض الوبائية، تُوضَع قيمة عتبية "للإنذار" بحدوث فاشية. وعند اجتياز العتبة، يُصدر النظام علامة تحذيرية بشأن الحدث من أجل بحثه على وجه السرعة.

ولضمان الكشف عن الفاشيات والتحقُّق منها في الوقت المناسب، فضلًا عن الرصد الفعّال لأنماط الأمراض، تتألف شبكة الإنذار المبكر وتوجيه التحذيرات والاستجابة من عنصرين رئيسيين. عنصر الإنذار الفوري الذي يُصدر إشارة للتنبيه إلى المراحل المبكرة للفاشية، مما يتطلب استقصاءً فوريًا للتحقق منها، بينما يجمع عنصر الإبلاغ الأسبوعي البيانات من المرافق الصحية لتوفير معلومات عن اتجاه المرض، من أجل تحديد الظروف الصحية ذات الأولوية.

وتتولى منظمة الصحة العالمية والشركاء في مجال الصحة ووزارات الصحة تنفيذ شبكة الإنذار المبكر وتوجيه التحذيرات والاستجابة معًا في البلدان التي تواجه أزمات إنسانية. وفي الوقت الحالي، أنشأت سبعة بلدان في الإقليم تواجه حالات طوارئ ممتدة نظامًا فعالًا لشبكة الإنذار المبكر وتوجيه التحذيرات والاستجابة: وهذه البلدان هي أفغانستان والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.

وعندما تحد القيود الأمنية من التنقل، لا يستطيع أعضاء شبكة الإنذار المبكر وتوجيه التحذيرات والاستجابة في كثير من الأحيان تبادل البيانات يدويًا، ونتيجة لذلك تنخفض تغطية الشبكة. ومع ذلك، تثبت التجارب في الفترة الأخيرة مع الحلول الإلكترونية الآنية المبتكرة إمكانية الحفاظ على هذه النظم حتى في الحالات الصعبة، مما ييسر وظائفها الرئيسية المتمثلة في الكشف المبكر عن اتجاهات المرض ورصدها بصورة فعالة.