فيروس إيبولا
مرض فيروس الإيبولا هو مرض وخيم يصيب البشر وغالبًا ما يكون مميتًا إن لم يُعالَج. فيروس الإيبولا هو جنس من فصيلة الفيروسات الخيطية، التي تشمل أيضًا أجناس فيروس كويفا، وفيروس ماربورغ، وتشمل 5 أنواع من الإيبولا: زائير، وبونديبوجيو، والسودان، وغابات ريستون وتاي.
وتكون الأعراض الأولية هي إصابة مفاجئة بالحُمّى وإعياء وآلام في العضلات وصداع والتهاب في الحلق. ويلي ذلك قيء وإسهال وطفح جلدي وأعراض خلل في وظائف الكلى والكبد، وفي بعض الحالات نزيف داخلي وخارجي (على سبيل المثال نزيف من اللثة، ودم في البراز). وتشمل النتائج المختبرية انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية وارتفاع إنزيمات الكبد.
وينتقل الفيروس إلى الناس من الحيوانات البرية وينتشر في البشر بالمخالطة المباشرة عن طريق الدم أو الإفرازات أو الأعضاء أو سوائل الجسم الأخرى للأشخاص المصابين، وكذلك عن طريق الأسطح والمواد الملوثة بهذه السوائل (مثل الفِراش والملابس). وكثيرًا ما يتعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية للإصابة أثناء تقديم العلاج للمرضى المشتبه بإصاباتهم بمرض فيروس الإيبولا أو المؤكَّد إصابتهم بالمرض وذلك بسبب مخالطة المرضى عن قُرب وعدم تنفيذ احتياطات مكافحة العدوى بدقة. كما يمكن أن تسهم مراسم الدفن التي تنطوي على ملامسة مباشرة لجثة المتوفى في انتقال فيروس الإيبولا. وهناك حاجة إلى مزيد من بيانات الترصد والبحوث بشأن خطر الانتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، وخاصةً عند انتشار فيروس قابل للحياة وللانتقال في السائل المنوي مع مرور الوقت.
ويقتل مرض فيروس الإيبولا نصف المصابين به في المتوسط، رغم أن معدلات الوفيات تراوحت بين 25% و90% في الفاشيات السابقة. وظهر الفيروس لأول مرة عام 1976 في فاشيتين متزامنتين فيما يُعرف الآن بجنوب السودان، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية قُرب نهر إيبولا الذي أُخذ منه اسم المرض. وكانت الفاشية التي وقع بين عامي 2014 و2016 في سيراليون وليبيريا وغينيا، والتي تسبب فيها نوع زائير، أكبر وأعقد فاشية للإيبولا على الإطلاق، إذ بلغ عدد حالات الإصابة أكثر من 28,000 حالة وبلغ عدد حالات الوفاة أكثر من 11,000 حالة. وبالإضافة إلى الأثر الصحي المباشر، تسببت الفاشية وما يرتبط بها من مخاوف ووصم في إلحاق ضرر جسيم وتعطُّل للاقتصادات المحلية والحياة اليومية. وعاود نوع الفيروس ذاته الظهور في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2017، ثم في أيار/مايو وآب/أغسطس 2018.
ولم تُسجل حتى اليوم أية حالات إصابة بمرض فيروس الإيبولا في إقليم شرق المتوسط. وفي الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر 2014 وشباط/فبراير 2015، أجرى 20 بلداً من بلدان الإقليم البالغ عددها 22 بلدًا تقييمًا سريعًا لتدابير التأهُّب والاستعداد بها للتصدِّي لفيروس الإيبولا. وقد جرى التصدي لأية فجوات من خلال خطة عمل لمدة 90 يومًا، تتناول القيادة والتنسيق، والقدرات في المعابر الحدودية، والترصُّد وتتبع المخالطين، والكشف والتشخيص المختبريين، والتدبير العلاجي للحالات، والوقاية من العدوى ومكافحتها، والإبلاغ عن المخاطر، والدفن الآمن.