لقد طُوِّرت لقاحات كوفيد-19 في إطار زمني قصير للغاية. فكيف يمكننا التأكد من كونها آمنة؟
لقد سُرِّعت عملية تطوير لقاحات كوفيد-19 والموافقة عليها مع الحفاظ في الوقت نفسه على أعلى المعايير. وقد استفاد المصنعون والباحثون من الخبرات المكتسبة على مدى عقود في تطوير لقاحات الأمراض الأخرى، ومنها إيبولا. وأتاح ذلك تطوير لقاحات كوفيد-19 وتقييمها تقييمًا كاملًا في التجارب السريرية بوتيرة أسرع بكثير من ذي قبل.
وقد أتاحت الاستثمارات غير المسبوقة التي قدمتها الحكومات والقطاع الخاص تطوير اللقاحات وإنتاجها في أقل من عام بعد الإعلان عن الجائحة.
كيف تجري عملية الموافقة على لقاحات كوفيد-19؟
تمر لقاحات كوفيد-19، مثل جميع اللقاحات، بعملية اختبار دقيقة ومتعددة المراحل، ومنها تجارب كبيرة (في المرحلة الثالثة) تشمل عشرات الآلاف من الأشخاص.
شكلت منظمة الصحة العالمية فريقًا من خبراء خارجيين لتحليل نتائج التجارب السريرية، بجانب الأدلة على المرض، والفئات العمرية المتضررة به، وعوامل خطر الإصابة بالمرض، ومعلومات أخرى. ويوصي الفريق بما إذا كان ينبغي استخدام اللقاحات وكيفية استخدامها.
بمجرد أن تشير التجربة السريرية إلى أن لقاح كوفيد-19 آمن وفعَّال، سيلزم إجراء سلسلة من المراجعات المستقلة لأدلة الفعالية والسلامة. ويتضمن جزء من هذه العملية أيضًا أن تجري اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات مراجعةً لجميع أدلة السلامة.
كيف يمكننا التأكد من أن اللقاحات لن تعرضنا للخطر من حيث الآثار الجانبية والتفاعلات الضارة الوخيمة؟
نظرًا لأن التجارب السريرية أجريت في منتصف الجائحة حيث تعرَّض كثير من الأشخاص لها، فقد كان من الأسهل للتجارب السريرية التعرُّف على عمل اللقاحات أو عدم عملها. وهذه التجارب، التي اشتملت على بعض المجموعات المعرَّضة بشدة لخطر كوفيد-19، قد صُممت خصيصًا كي تحدد أي آثار جانبية شائعة أو أي مخاوف أخرى تتعلق بالسلامة.
تحدث الآثار الجانبية للقاحات في الأيام الأولى بعد أخذ اللقاح. وفي أثناء تجارب اللقاح، تضمنت متابعة الأفراد الوقت الذي يمكن أن تكون الآثار الجانبية قد حدثت خلاله، مع هامش كبير للتأكد من اكتشاف جميع هذه الآثار.
كيف لنا أن نعرف إذا كانت لقاحات (الرنا المرسال) التي تعتمد على التكنولوجيا الجديدة آمنة؟
لقد جرى تقييم تقنية لقاح الحمض النووي الريبي المرسال (الرنا المرسال) لكوفيد-19 بدقة من حيث السلامة. وقد أشارت التجارب السريرية إلى أن لقاحات الرنا المرسال توفِّر استجابة مناعية طويلة الأمد. ودُرِسَت هذه التقنية لعدة عقود، اشتملت على سياقات للقاحات زيكا، وداء الكلب، والأنفلونزا. وليست لقاحات الرنا المرسال لقاحات من فيروسات حية، ولا تتداخل مع الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين (الدنا) البشري.
ماذا نقصد حينما نقول إن منظمة الصحة العالمية منحت تصريحًا باستخدام لقاح ما في حالات الطوارئ؟
تسعى منظمة الصحة العالمية إلى ضمان حماية الجميع في كل مكان بلقاحات مأمونة وفعَّالة. ولتحقيق ذلك، نساعد البلدان على وضع أنظمة صارمة لسلامة اللقاحات وتطبيق معايير دولية مشددة لتنظيمها.
اللقاحات المصرح باستخدامها في حالات الطوارئ من منظمة الصحة العالمية تراعي ذلك بعد خضوعها لمراجعة شاملة. ويُعدُّ ذلك التصريح بمثابة ختم يضمن الجودة والسلامة والفعالية وجودة التصنيع. ولتحقيق ذلك، نعمل عن كثب مع الوكالة الأوروبية للأدوية وغيرها من الوكالات التنظيمية الوطنية.
هل يجب تلقيح الجميع ضد كوفيد-19؟
نعم، لأن اللقاحات تقي من عدوى كوفيد-19 الوخيمة والوفاة. ومن المهم تلقيح أعداد كبيرة من الناس إذا أردنا الانتهاء من الجائحة الحالية. يجب على الجميع أخذ اللقاح وأن يشجعوا الآخرين على أخذ اللقاح وفقًا لخطة التلقيح في كل بلد والحد العمري الموصى به للقاح. لكن نظرًا لعدم القدرة على توفير ما يكفي من اللقاح في وقت قريب، توجد خطة لتحديد الأولويات بحيث يمكن لمن هم في أمس الحاجة أخذ اللقاح أولًا.
هل يمكن لمن أخذ اللقاح ضد كوفيد-19 أن يصاب بالعدوى؟
بينما أشارت التجارب إلى أن العديد من لقاحات كوفيد-19 تتمتع بمستويات عالية من الفعالية، مثل جميع اللقاحات الأخرى، فإن لقاحات كوفيد-19 ليست فعَّالة 100٪ ضد المرض. لكن إذا حدث المرض، فإن اللقاح قد يقلل من خطر الاعتلالات الوخيمة أو الوفاة.
لا نعرف حتى الآن إلى متى ستستمر المناعة المكتسبة من مختلف لقاحات كوفيد-19. وهذا هو أحد الأسباب التي توجب استمرارنا في تطبيق جميع تدابير الصحة العامة الناجحة، كنظافة الأيدي، والتباعد البدني، وارتداء الكمامات، ومراعاة التهوية الجيدة وآداب السعال.
ما فوائد أخذ اللقاح؟
إن لقاحات كوفيد-19 تولِّد الوقاية ضد المرض بأن تساعدك على اكتساب استجابة مناعية ضد فيروس كورونا سارس-2. هذه المناعة تساعدك على محاربة الفيروس عند التعرُّض له. وتفيد التقارير الحالية أن بعض لقاحات كوفيد-19 فعَّالة ضد العدوى أيضًا.
إن أخذ اللقاح يمكن أيضًا أن يحمي من حولك، لأنك إذا كنت محميًا من العدوى والأمراض، فعلى الأرجح أنك لن تعدي الآخرين. وهذا أمر مهم لا سيما لحماية الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض كوفيد-19 الوخيم، مثل مقدمي الرعاية الصحية وكبار السن والمسنين ومن يعانون من حالات مرضية أخرى.
هل أحتاج أن آخذ اللقاح إذا سبق لي الإصابة بكوفيد-19؟
يجب أن يكون السؤال الأول: هل أنت متأكد من أنك أُصِبْتَ بكوفيد-19؟ من الصعب الجزم بذلك، إذا لم يتأكد الإصابة بالمرض عن طريق الاختبار. أما من تأكد إصابتهم بكوفيد-19، فلا توجد أي أسباب لاستبعادهم من التلقيح. ولكن نظرًا لنقص إمدادات اللقاحات، فمن المنطقي أن تُمنَح الأولوية للذين لم يُصابوا من قبل بكوفيد-19. فالإصابة بكوفيد-19 تعطي مناعة لبضعة أشهر.
ما الآثار الجانبية للقاحات كوفيد-19؟
مثل أي لقاح، يمكن أن تسبب لقاحات كوفيد-19 آثارًا جانبية خفيفة. ومعظم تفاعلات اللقاحات خفيفة وتختفي في غضون أيام قليلة من تلقاء نفسها.
تشمل الآثار الجانبية المبلغ عنها الحمى، والتعب، والصداع، وآلام العضلات، والقشعريرة، والإسهال، والألم في موقع الحقن. وتختلف فرص حدوث أي من هذه الآثار الجانبية بعد التلقيح بحسب لقاح كوفيد-19 المحدد.
أما الآثار الجانبية الأشد خطورة للقاحات، التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب طويلة الأمد، فهي ممكنة لكنها نادرة للغاية. ويجري رصد اللقاحات باستمرار لاكتشاف الأحداث الضارة النادرة.
من الذي يجب ألا يأخذ لقاحات كوفيد-19؟
يمكن للمهنيين الطبيين نصح الأفراد بشأن ضرورة أخذ لقاح كوفيد-19 أو عدم أخذه. لكن بناءً على البيِّنات المتاحة، يجب استبعاد المصابين بالحالات المرضية التالية عمومًا من التلقيح ضد كوفيد-19 لتجنب الآثار الضارة المحتملة:
إذا وجدت سابقة لتفاعلات أرجية وخيمة تجاه أيٍ من مكونات لقاح كوفيد-19
إذا كنت مريضًا حاليًا أو تعاني من أعراض كوفيد-19، لكن بإمكانك أخذ اللقاح بمجرد زوال الأعراض الأولية.