الكوليرا عدوى إسهالية حادة تتسبب فيها بكتيريا الضَّمَّة الكُوليريّة، وتنجم في أغلب الأحيان عن شرب مياه ملوثة أو تناول طعام ملوث. وتتسبب الكوليرا، كل عام، في وقوع ما يتراوح من 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة، وما يتراوح من 100 ألف إلى 120 ألف حالة وفاة. كما أن فترة الحضانة القصيرة (التي تتراوح من ساعتين إلى 5 أيام) تزيد من قابلية فاشيات الكوليرا للانفجار.
وتُعدّ الكوليرا من أشد الأمراض فتكاً، وتُسبِّب إسهالاً مائياً حاداً لكل من الأطفال والبالغين. ورغم أن ثلاثة أرباع جميع المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض في أثناء العدوى التي تستغرق من 7 أيام إلى 14 يوماً، فإنها قد تُسبب الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج، لا سيّما لمَنْ يعانون من ضعف الجهاز المناعي. كما أن المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض ينشرون أيضاً البكتيريا عن طريق التَبَرُّز، وهو ما يمكن أن يُسفر عن إصابات جديدة.
ولا تزال الكوليرا تمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة في الإقليم منذ وصول جائحة الكوليرا السابعة إلى أفريقيا في عام 1971، وقد واجه الإقليم فاشيات كبيرة منتظمة في السنوات الأخيرة. وتتمثل الأسباب الرئيسية الكامنة وراء هذه الفاشيات في ضعف البنية التحتية البيئية، ونقص خدمات الرعاية الصحية، ونقص المياه المأمونة وخدمات الإصحاح، وزيادة تنقلات السكان. كما أن حالات الطوارئ المُعقّدة، التي تعاني منها عدة بلدان في الإقليم، تزيد من تعقيد عوامل الخطر. ونتيجة لذلك، لا يزال اليمن والصومال، في عام 2018، يواجهان فاشيات كوليرا مُدمِّرة.
ومن الصعب تقدير العبء الدقيق للكوليرا في الإقليم بسبب نقص الإبلاغ وضعف أنظمة الترصُّد في بعض البلدان التي تتوطنها الكوليرا. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، أبلغت 9 بلدان من أصل 22 بلداً في الإقليم عن حدوث حالات كوليرا، بمعدلات وبائية في الغالب. وغالباً ما يُبلغ عن حالات وافدة في الإقليم.
وتعمل منظمة الصحة العالمية عن كثب مع وزارات الصحة والشركاء الصحيين لتحقيق الوقاية الفعالة من الكوليرا ومكافحتها. وتشمل مجالات التدخل الرئيسية توفير المياه المأمونة وخدمات الإصحاح، وتعزيز الصحة والنظافة الشخصية في المجتمعات المتضررة، وضمان تقديم رعاية صحية جيدة، وإعادة بناء نظم صحية قوية. وإضافةً إلى ذلك، يُعدّ تمنيع الفئات السكانية المُعرَّضة للخطر بلقاح الكوليرا الفموي تدخلاً مُجَرَّباً وآمناً وفعّالاً من تدخلات الصحة العامة.