يحدث الحرق عندما يتم تدمير بعض أو كل الطبقات المختلفة من خلايا الجلد نتيجة التعرض لسائل ساخن (السمط) أو جسم صلب ساخن (الحرق التماسي) أو لهب (الحرق اللهيبي). وتطرح الحروق مشكلة خطيرة من مشاكل الصحة العمومية على الصعيد العالمي، حيث إن أكثر من 195 ألف حالة وفاة سنوياً تقع نتيجة الحروق المرتبطة بالنيران وحدها. كما أن إصابات الجلد بسبب الأشعة فوق البنفسجية أو الكهرباء أو النشاط الإشعاعي أو المواد الكيميائية، إلى جانب الأضرار في الجهاز التنفسي الناتجة عن استنشاق الدخان، تعتبر أيضاً حروقاً.
وإذا ما وضع في الاعتبار الوفيات الناجمة عن الحروق بسبب سائل ساخن والحروق الكهربائية وغيرها من أشكال الحروق الأخرى، فإن عدد الوفيات سيكون أعلى من ذلك بكثير. ومع ذلك، فإن مثل هذه المعطيات العالمية غير متوافرة. وتعد الوفيات المرتبطة بالنيران هي السبب الرئيسي رقم 15 لوفاة الأطفال والشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و29 عاماً.
ويحدث أكثر من 95% من الحروق المميتة المرتبطة بالنيران تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بينما تحدث أعلى معدلات للوفيات في مرحلتين الطفولة والشيخوخة، حيث تحدث بين الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن الذين يبلغون الـ 70 عاماً فأكثر. وبالإضافة إلى عدد الوفيات المرتفع، يعاني الملايين من تشوهات وحالات عجز مدى الحياة، وغالباً ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الوصم والنبذ من المجتمع.
وعدد الوفيات هذا هو أمر غير مقبول، وذلك لأنه هذا العدد يمكن تجنب. فقد حققت البلدان المتقدمة نجاحاً كبيراً في الحد من الوفيات الناجمة عن النيران من خلال التدخلات الوقائية التي أثبتت جدواها والخدمات المقدمة لأولئك الذين يعانون من حروق. ويمكن تبني هذه التدخلات والخدمات من جانب البلدان النامية، مع تكييفها وتعديلها وفقاً للظروف المحلية بكل بلد، من خلال جهود جماعية ومتضافرة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.