تتفاوت جودة الأدوية بشكل كبير ولا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. إن استخدام الأدوية غير الفعالة والمتدنية الجودة والضارة قد تؤدي إلى إخفاقات علاجية، وتفاقم المرض، وظهور مقاومة للأدوية، بل وقد تفضي في بعض الحالات إلى الموت. وهي تقوض كذلك من الثقة في النظم الصحية والمهنيين الصحيين ومصنعي المستحضرات الصيدلانية وموزعيها. وبطبيعة الحال فإن الأموال التي تنفق على الأدوية غير الفعالة والمتدنية الجودة سواء من قبل المستهلكين أو الحكومة تعتبر نوعا من الإهدار. وتحتاج الحكومة إلى وضع سلطات تنظيمية قوية على الصعيد الوطني لضمان تنظيم المصنعين والتجارة واستخدام الأدوية بفعالية من أجل حماية الصحة العمومية وتعزيزها.

يعتبر التنظيم الفعال للأدوية وتوكيد الجودة من الأمور الأساسية في الصحة العمومية. وتقوم منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم إلى البلدان من أجل:

• الارتقاء بفعالية الوكالات الوطنية المعنية بتنظيم الأدوية
• تطوير القدرات الوطنية لتوكيد الجودة
• تحسين سبل تنفيذ ممارسات التصنيع الجيدة والقدرة على التفتيش على قنوات توزيع الأدوية
• مكافحة الأدوية المزيفة والمتدنية النوعية

برنامج المنظمة للاختبار المسبق للصلاحية

لقد تم إطلاق برنامج منظمة الصحة العالمية للاختبار المسبق لصلاحية الأدوية في عام 2001 كاستجابة للاحتياجات العالمية للصحة العمومية لضمان تحقيق الوصول الشامل للأدوية الجيدة التي تحظى بالأولوية ولاسيما بالنسبة لمن تمس حاجتهم إليها. ويسعى البرنامج إلى تحقيق رؤيته من خلال التعاون الوثيق مع السلطات الوطنية المعنية بتنظيم الأدوية والمنظمات الشريكة.

ويعمل البرنامج على تيسير سبل الحصول على الأدوية التي تتفق مع المعايير الموحدة للجودة والمأمونية والنجاعة بالنسبة لمرض الإيدز والعدوى بفيروسه والسل والملاريا والصحة الإنجابية. ويقوم برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس العوز المناعي البشري/الإيدز واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة الخاص بالسكان والبنك الدولي بدعم هذا البرنامج باعتباره إسهاماً ملموساً في تعزيز مرامي الأمم المتحدة التي تحظى بالأولوية والمتمثلة في التعاطي مع مشكلة انتشار الأمراض في البدان التي تعاني من صعوبة الوصول إلى الأدوية الجيدة.

وقد كان الغرض الرئيسي من الاختبار المسبق للصلاحية هو إعطاء وكالات الأمم المتحدة التي تقوم بشراء الأدوية من قبيل اليونيسيف، الفرصة للاختيار من بين مجموعة من الأدوية العالية الجودة. وبمرور الوقت، أصبحت قائمة المنتجات ( بمعنى الأدوية) المتنامية والتي وجدت لتلبي المتطلبات المحددة، أداة مفيدة لكل من يرغب في شراء كميات كبيرة من الأدوية بما فيها البلدان أنفسها وسائر المنظمات الأخرى. فعلى سبيل المثال نجد أن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا ينفق أموالاً لشراء الأدوية التي اجتازت اختبارات منظمة الصحة العالمية للصلاحية. ومن المعلوم أن توافر جودة الأدوية وسلامتها ونجاعتها تمثل شاغلاً مهماً للمنظمة. ولضمان توافر المستحضرات الصيدلانية الجيدة، تقوم المنظمة بوضع المعايير والمقاييس والدلائل الإرشادية وتقديم المشورة للدول الأعضاء حول القضايا المتعلقة بتوكيد جودة الأدوية في الأسواق المحلية والدولية.

وقد حظيت هذه الأنشطة بدعم الدول الأعضاء والتي قامت بدورها بالتصديق عليها من خلال العديد من قرارات جمعية الصحة العالمية. ويعتبر برنامج الاختبار المسبق للصلاحية جزءاً من هذه الأنشطة ومن ولاية المنظمة وهو لا يهدف بأي حال من الأحوال إلى أن يحل محل السلطات التنظيمية الوطنية أو نظم السلطات الوطنية المعنية باستيراد الأدوية ، غير أنه يستفيد من خبرات بعض أفضل السلطات التنظيمية الوطنية في وضع قائمة بالمنتجات التي تم اختبار صلاحيتها مسبقاً والتي تتواءم مع المعايير الدولية المحددة.