24 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، أربيل، العراق – مع استمرار العمليات العسكرية في الموصل، تتعاون منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية الوطنية من أجل ضمان حصول الجرحى المصابين بالرضوح نتيجة للحرب على الرعاية الطبية المنقذة للحياة. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن حوالي 40 ألفًا من المدنيين سيحتاجون إلى رعاية الرضوح والجروح الناجمة عن العمليات العسكرية في مدينة الموصل.
وفي هذا الأسبوع، أنشأت منظمة الصحة العالمية نقطتين مجهزتين تجهيزًا كاملًا لعلاج الرضوح في شرق الموصل، على مسافة أقل من 25 كيلوم مترًا من مدينة الموصل التي تصل معظم الإصابات منها. علمًا بأن المستشفيات القريبة من الجبهة قد توقفت عن العمل أو أصبح لا يمكن الوصول إليها، ويموت بعض المرضى، ومن بينهم الأطفال، بسبب الافتقار إلى الرعاية الطبية الفورية وضياع وقت طويل في نقلهم للعلاج. وستتيح هذه النقاط، التي تديرها مديرية الصحة في نينوى وتدعمها منظمة الصحة العالمية، فرصة أكبر لإنقاذ حياة المرضى أثناء نقلهم إلى المستشفى. والأطباء في هاتين النقطتين سيقومن بالتحري وفرز الحالات، ويعالجون النزيف، ويعطون الأكسجين والسوائل الوريدية، ويصرفون الأدوية حسب الحاجة. وسيدعم صندوق الإمم المتحدة للسكان خدمات الولادات العسرة.
وعيّنت أيضًا، في هذا الأسبوع، منظمة الصحة العالمية جراحين عالميين من كبار المتخصصين في جراحة الحرب، وهما يعملان حاليًا مع أكثر من 75 جراحًا عامًا وطبيبًا مبتدئًا من نينوى وأربيل. وسيراجعون معًا المبادئ الرئيسية لجراحة الحرب، ويناقشون التحديات التي تصادفهم، ويكتسبون تقنيات جديدة للعمليات الجراحية المتعلقة بالحرب.
وفي 21-22 تشرين الثاني/نوفمبر، سلمت منظمة الصحة العالمية 10 سيارات إسعاف جديدة و 4 عيادات طبية متنقلة جديدة إلى السلطات الصحية الوطنية في نينوى، وبذلك يصل إجمالي عدد سيارات الإسعاف التي دعمتها منظمة الصحة العالمية لعمليات الاستجابة في الموصل إلى 30 سيارة، وبلغ العدد الإجمالي للعيادات الطبية المتنقلة 23 عيادة. وستستعمل سيارات الإسعاف الجديدة لنقل المرضى من نقاط علاج الرضوح إلى الخدمات الصحية الثانوية في أربيل. وبالإضافة إلى تعزيز نظم إحالة المصابين، جُهِزَت سيارات الإسعاف أيضًا لعلاج المصابين برضوح طفيفة.
ولدعم الطلب المتزايد على خدمات رعاية الرضوح في المستشفيات الرئيسية في محافظتي أربيل ونينوى، واصلت منظمة الصحة العالمية تقديم مجموعات علاج الرضوح والمجموعات جراحية إلى السلطات الصحية الوطنية وشركاء المجموعة الصحية العاملين في المرافق الصحية والمخيمات. وقدمت منظمة الصحة العالمية مجموعات علاج الرضوح والمجموعات الجراحية لتكفي علاج 600 مريض، وجاري إعداد 40 مجموعة إضافية تكفي 4000 مستفيد. وستواصل منظمة الصحة العالمية توفير المستلزمات الإضافية حسب الحاجة.
ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، عولج أكثر من 1200 شخص، من ضمنهم النساء والأطفال والرضّع حتى عمر شهرين، من الرضوح الناجمة عن الإصابات والتي اشتملت على إصابات بطلقات الرصاص والألغام والقصف وقذائف الهاون. ومن المتوقع أن يكون العدد الفعلي للمصابين أعلى من ذلك بكثير، نظرًا لأن العديد من المدنيين حاليًا لا يستطيعون الوصول إلى العلاج بسبب انعدام الأمن. وتعمل مديريات الصحة في أربيل وونينوي، بدعم مباشر من منظمة الصحة العالمية، على معالجة الجزء الأكبر من حالات الرضوح وبدعم إضافي من شركاء المجموعة الصحية والمنظمات غير الحكومية الدولية.
"إن المناطق المحيطة بمدينة الموصل والتي شهدت المعارك حتى الآن هي مناطق منخفضة الكثافة السكانية، ولذلك فإن عدد حالات الرضوح مازال منخفضًا نسبيًا. ومع اشتداد القتال داخل المدينة، نتوقع وجود أعداد أكبر من الجرحى المدنيين. ونظرًا لعدم وضوح المعلومات عن حالة المستشفيات داخل المدينة، فإننا نعمل مع السلطات الصحية الوطنية على الارتقاء إلى حد كبير بالقدرة على الاستجابة في خطوط المواجهة، ونتحرك قرب المدينة كلما أتيح لنا الوصول إليها" هكذا صرح ألطاف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق.
وقد أمكن تقديم الدعم من منظمة الصحة العالمية لعمليات الاستجابة في الموصل بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ومكتب الولايات المتحدة للمساعدة الخارجية في الكوارث، وصندوق الإغاثة الإنسانية للعراق.