31 تشرين الأول/أكتوبر 2016 – زينب فتاة عمرها 15 سنة كان تعاني من اختناق حاد عندما أحضرها أهلها إلى العيادة الرئيسية للرعاية الصحية الأولية في مدينة القيارة، جنوب شرق الموصل. زينب كانت مصابة بالربو منذ الولادة، وعانت من صعوبة التنفس نتيجة لأبخرة الكبريت الناجمة عن حرق معمل الكبريت بالمشراق. وقد جلبت الرياح هذه الأبخرة في اتجاه منزلها، وأصبح تنفس زينب أكثر فأكثر صعوبة، ولم يسعفها استنشاق البخاخات الموسعة للقصبات. وعندما أحضرتها عائلتها إلى العيادة، كانت زينب على وشك أن تفقد وعيها.
أعطى الأطباء في العيادة زينب السوائل والهيدروكورتيزون حتى تحسنت حالة التهاب القصبات الهوائية، وأصبحت قادرة على التنفس طبيعيًا. ووفرت منظمة الصحة العالمية معظم الأدوية لعلاج المرضى في العيادة وذلك من خلال الشركاء المنفذين كالتحالف الدولي للمرأة والصحة، وهي منظمة غير حكومية فرنسية. وقد اشتمل هذا على السوائل الوريدية، والموسعات القصبية، والهيدروكورتيزون، وبخاخات الاستنشاق.
وقال الدكتور زهير إدريس، الطبيب الموجود حاليًا في مركز الرعاية الصحية الأولية الرئيسي في القيارة "إن معظم الحالات تعاني من درجات متفاوتة من الخفيفة إلى المعتدلة وإلى الشديدة من الاختناق، ومن عدوى الجهاز التنفسي العلوي والسفلي" وأضاف "وعانى عدد قليل أيضا من الإحساس بالحرقان أو الحكة الجلدية، لا سيما أولئك الذين لديهم حالات مرضية مسبقة مثل الاكزيما. ونحن نقدم لجميع المرضى الإسعافات الأولية في العيادة، وتُحال الحالات المرضية الحرجة إلى المستشفيات في مدينتي تكريت وأربيل، برغم وجود بعض التحديات أمام الوصول إلى هناك بسبب الوضع الأمني."
وقد تلقى، حتى الآن، أكثر من ألف شخص في مدينة القيارة والمناطق المجاورة المساعدات الطبية نتيجة الدخان الصادر من معمل الكبريت. وتقدم المساعدات الطبية من خلال العيادات الطبية المتنقلة وعيادات الرعاية الصحية الأولية، التي تدعمها السلطات الصحية الوطنية، والشركاء المنفذون في منظمة الصحة العالمية. وللارتقاء بالخدمات الصحية في القيارة ومخمور، وفرت منظمة الصحة العالمية خمس عيادات متنقلة وسيارة إسعاف واحدة.
ومع استمرار العمليات العسكرية حول مدينة الموصل، فر أكثر من 16 ألف نازح جديد إلى مناطق أكثر أمنا، ويتجه معظمهم إلى الجنوب ناحية مدينة القيارة والبلدات المجاورة لها، حيث يتعرضون الآن لمخاطر صحية جسيمة نتيجة السحابة السامة المجاورة. ويتعرض السكان في المنطقة أيضا للأبخرة الناتجة عن حرق 19 بئرًا للنفط، وقد استمر اشتعال النار في بعض هذه الآبار لمدة 4 أشهر تقريبًا. ولمساعدة النازحين داخليا والمجتمعات المضيفة لهم في التعرّف على المزيد حول كيفية حماية أنفسهم، أصدرت منظمة الصحة العالمية ووزعت إرشادات باللغتين العربية والإنكليزية لإطلاع الناس على آثار هذه الأبخرة، وماذا يعملون في حالة تعرضهم لها، ومتى يلتمسون المساعدة الطبية.