22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 - على الرغم من صدور القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن التي تدين ارتكاب أعمال العنف بحق العاملين الصحيّين والمرافق الطبية، فما زالت تلك الهجمات تتواصل على نحو مطّرد يبعث على القلق في إقليم شرق المتوسط.
فقد أُبلغ بوقوع ما يزيد على 534 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية عبر 6 من بُلدان ومناطق إقليم شرق المتوسط خلال 323 يوماً (من 1 كانون الثاني/يناير وحتى 19 تشرين الثاني/نوفمبر)، بمتوسط بلغ ما يزيد على هجوم واحد كل يوم.
ومنذ أقل من أسبوع واحد مضى، هاجمت جماعة مسلحة في بنغازي، بليبيا، مستشفى تخصصي للمسالك البولية في بنغازي، وأوسعت ثلاثة من الممرضات فيه ضرباً، بالإضافة إلى اثنين من حراس الأمن، وسرقت المعدات الطبية منه. ونتج عن ذلك إيقاف كافة العمليات بالمستشفى، الأمر الذي تسبّب في انقطاع وصول مئات الأشخاص إلى المستشفى التخصصي الوحيد للمسالك البولية في شرقيّ ليبيا وجنوبيّ شرقها.
وكانت تلك الحادثة هي الأحدث في سلسلة من الهجمات بلغ مجموعها 19 هجوماً استهدفت مرافق الرعاية الصحية في ليبيا خلال العام 2018، ونجم عنها إصابة 13 عاملاً صحياً ومريضاَ بجروح.
وفي غزة، فقد أُبلغ هذا العام بوقوع 310 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية، وذلك مع تزايد وتيرة أعمال العنف، الأمر الذي أسفر بصورة مأساوية عن إزهاق أرواح 3 من العاملين الصحيّين وترك أكثر من 453 آخرين مصابين بجروح.
وفي الجمهورية العربية السورية، التي لا تزال تمثل أخطر مكان على وجه الأرض لعمل العاملين الصحيين، فقد لقي 97 عاملاً صحياً مصرعهم، وجُرح 169 آخرون في 137 هجوماً وقع خلال هذه السنة.
وممّا يبعث على الأسى أن تلك الهجمات باتت تهدد العاملين الصحيّين في إقليم شرق المتوسط في كل يوم يتوجهون فيه إلى أعمالهم، ويُداوون مرضاهم، ويَبَرُّون بالقسم الذي أقسموه من أجل إنقاذ أرواح الناس.
وتجدد منظمة الصحة العالمية دعوتها لجميع الأطراف في النزاع بمراعاة الجانب الإنساني، والالتزام بواجباتها القانونية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، وعدم المساس بحُرمة وسلامة المرافق الصحية والعاملين الصحيين.