25 أيلول/سبتمبر 2016 – أجبرت الحروب والصراعات والاضطهاد ملايين الناس على الفرار من منازلهم بحثاً عن اللجوء والسلامة في أماكن أخرى. وحتى عام 2015، كان هناك 250 مليون مهاجر دولي، منهم 150 مليون عامل مهاجر. كما تضررت على نحو خاص الفئات المستضعفة من اللاجئين (21.3 مليون)، والنازحين داخليًا (40.8 مليون). وقد أتى 9.1 مليون لاجئ و 21 مليون نازح داخلي من إقليم شرق المتوسط، الذي ينوء بالعبء الأكبر من اللاجئين والنازحين داخليًا على الصعيد العالمي.
إن التلبية الصحيحة لاحتياجات المهاجرين واللاجئين الصحية ستحسن صحتهم وتحمي الصحة العامة على الصعيد العالمي وستسهّل اندماجهم وتسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد المضيف. وبرغم أن صحة المهاجرين أصبحت الآن من المتطلبات الأساسية لمساهمتهم الإيجابية في النمو الشامل والتنمية المستدامة، إلا أن الصحة لم تدرج على نطاق واسع في المناقشات خارج القطاع الصحي أو في جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030، ولا سيما المرمى 8.3 والمرمى 7.10 لضمان توفير حياة صحية للجميع وعدم إهمال أي إنسان. ويعني الاعتماد على نهج يراعي حقوق الإنسان أن تتكامل حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين وحقهم في الصحة مع كل الأولويات والإجراءات
وفي 19 أيلول/سبتمبر، استضافت الأمم المتحدة أول قمة رفيعة المستوى بخصوص معالجة النزوح الكبير للاجئين والمهاجرين وقد أقرّت الدول الأعضاء في هذه القمة إعلان نيويورك الجديد للاجئين والمهاجرين، وأعرب قادة العالم عن التزامهم وإرادتهم السياسية في حماية حقوق اللاجئين والمهاجرين، وإنقاذ الأرواح، والمشاركة في المسؤولية عن نزوح اللاجئين على النطاق العالمي. وعلى هامش القمة، عقد ممثلون عن منظمة الصحة العالمية، ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة اجتماعًا في نيويورك لزيادة التعاون في التصدي لهذه المسألة الصحية الملحة في سياق الهجرة والنزوح القسري.
أتت هذه الأحداث إثر جهود مكثفة بذلتها منظمة الصحة العالمية للاهتمام بصحة المهاجرين واللاجئين. ونظمت منظمة الصحة العالمية إحاطة تقنية بشأن الهجرة والصحة خلال الدورة 69 لجمعية الصحة العالمية في أيار/مايو عام 2016. ونوقشت التوصيات والإجراءات ذات الأولوية خلال هذه الإحاطة، جنبا إلى جنب مع الإطار التشغيلي الذي وضعته المشاورة العالمية بمدريد، وقد أفادت هذه النقاشات في توجيه عمل منظمة الصحة العالمية في مجال الهجرة والصحة في جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية.
وفي الاجتماع رفيع المستوى بشأن صحة اللاجئين والمهاجرين، والذي عقد في روما، بإيطاليا، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، اتفقت الدول الأعضاء في المنطقة الأوروبية على الحاجة إلى إطار مشترك للعمل التعاوني بشأن صحة اللاجئين والمهاجرين، يعمل بروح من التضامن والمساعدة المتبادلة، لتعزيز الاستجابة المشتركة، ومن ثم تجنب الحلول الفردية غير المنسقة للبلد الواحد. وقد أفضى هذا الإطار إلى إعداد الاستراتيجية وخطة العمل بشأن صحة اللاجئين والمهاجرين في المنطقة الأوروبية، جنبا إلى جنب مع قرار، يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة واستجابة متسقة ومنسقة استناداً إلى التضامن بين الدول الأعضاء.
لقد صُمِمَت استراتيجية وخطة عمل بهدف الاستجابة للاحتياجات الصحية المرتبطة بعملية الهجرة. وهذا يشمل ضمان توافر الخدمات الأساسية، وإمكانية الوصول إليها، ومقبوليتها، والقدرة على تحمل تكاليفها، وجودتها وذلك في أماكن العبور وأماكن الاستضافة، ومن ضمنها الخدمات الصحية والاجتماعية، إلى جانب الخدمات الأساسية مثل المياه والإصحاح. وتتناول الاستراتيجية أيضا التعرض للمخاطر الصحية، والتعرض للمخاطر المحتملة، والإجهاد، وزيادة التعرض للفقر والاستبعاد الاجتماعي، وسوء المعاملة والعنف، والوصم والتمييز. وستُنَفَذ المجالات ذات الأولوية في الاستراتيجية وخطة العمل آخذة في الاعتبار السياقات القطرية المحددة، ووفقا للتشريعات والأولويات والظروف الوطنية.
المواقع ذات الصلة
موقع على شبكة الإنترنت:معالجة النزوح الكبير للاجئين والمهاجرين
الفيديو: الوجه الإنساني" للمهاجرين
الصور مقدمة من: إميليا رول/منظمة الرعاية الدولية