تتصدر حالات الطوارئ جدول أعمال اللجنة الإقليمية الخامسة والستين ويرجع السبب في ذلك إلى أن ما يزيد على ثلثي بلدان إقليم شرق المتوسط تتضرر ضررًا مباشرًا أو غير مباشر من النزاعات السياسية والكوارث الطبيعية والتهديدات الأخرى على الصحة العامة.
إن الإقليم يرزح تحت عبء ثقيل: فالنزاعات السياسية والكوارث الطبيعية وفاشيات الأمراض قد أصابت 76 مليون إنسان - أي أكثر من نصف السكان المحتاجين على الصعيد العالمي - بمن فيهم 17 مليون لاجئ. وهذا يؤدي إلى سوء مستوى المؤشرات الأساسية للصحة السكانية، مثل زيادة وفيات الأمهات عن ذي قبل، وتدني معدل مأمول العمر في العديد من الأماكن.
تشتمل المخاطر الحالية والمحتملة التي تهدد السكان في الإقليم على النزاعات المسلحة والحوادث البيولوجية والكيميائية والإشعاعية والنووية؛ والأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات مثل الحصبة والأمراض المنقولة بالماء مثل الكوليرا؛ ومسببات الأمراض التي تشكل تهديدًا جسيمًا على السكان مثل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو العدد الهائل من الهجمات المسلحة على مرافق الرعاية الصحية. ففي هذا العام وحده، لم يتمكن حوالي 5 ملايين إنسان من الحصول على المساعدة الطبية، بسبب تعرّض الأطباء للقتل، أو تعرّض المرافق الصحية المحلية للاعتداء. كما انقطعت المساعدات الصحية عن 8.5 مليون إنسان نتيجة منعهم من الحصول على المساعدات الإنسانية.
تسلط أولويات منظمة الصحة العالمية الضوء على ثلاث نتائج مرجوة هي: تعزيز التأهب القُطري لحالات الطوارئ الصحية؛ والوقاية من ظهور الأخطار المعدية ذات التهديد الجسيم على السكان؛ وسرعة الكشف عن الطوارئ الصحية والاستجابة لها.
يحظى، في الوقت الراهن، 182 مليون إنسان في سبعة بلدان بالوقاية الصحية من خلال أنظمة الإنذار المبكر والترصد: وهي من الأصول الرئيسية للأمن الصحي. ومنذ أصدرت الدول الأعضاء قرارًا بشأن خطط العمل الوطنية للأمن الصحي، فإن 397 مليون إنسان أصبحوا يحظون بالوقاية الصحية من خلال تطوير هذه الخطط في 13 بلدًا.
إن الأمراض المعدية لا تتقيد بحدود جغرافية. ولن يتمتع أي إنسان بالوقاية الصحية في الإقليم ما لم تُستَوفى التزامات اللوائح الصحية الدولية بالإبلاغ عن كل حدث. وما زال نصف سكان الإقليم يعيشون في بلدان ليس لديها الاستعداد الكافي للتعامل مع حالات الطوارئ والكوارث.
ستكفل منظمة الخدمات الصحية المنقذة للأرواح؛ وأن يقل تعرض جميع البلدان للأخطار المعدية ذات التهديد الجسيم على السكان؛ وأن تصلح جميع البلدان الثغرات الحرجة الموجودة لديها في مجال التأهب.
إن الإقليم الذي يهتم بوقاية سكانه من آثار الطوارئ الصحية، هو إقليم ملتزم بالتعافي والسلام.