18 آب/أغسطس 2016 – يُعَدُّ "هاشتاج #ProtectHealthWorkers" حملةً لمنظمة الصحة العالمية تركّز فيها على حماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية، وتسلّط الضوء على التحديات والمخاطر التي يواجهونها في كل يوم، وتتابع سلامتهم لتتأكد من حمايتهم وعدم تعرّضهم للأذى. وتُعتَبَر سوريا الآن البلد الأكثر تعرضًّا للخطر في العالم بالنسبة للعاملين في مجال الصحة. ولم ينخفض فيها عدد الهجمات التي تستهدف المستشفيات والمراكز الصحية برغم الاهتمام الدولي – بل ازدادت وتيرة الهجمات هذا العام. وقد قُتِل المئات من العاملين في مجال الصحة، وازدادت عدد الهجمات على المرافق الصحية بمعدل ينذر بالخطر. وفي عام 2016 وحده، وقعت 71 هجمة على المرافق الصحية في سوريا.
وقد اختار الآلاف من العاملين الصحيين الشجعان والمخلصين في سوريا البقاء هناك والوفاء بقسمهم لإنقاذ الأرواح. بل اختبأ بعضهم حرفيًا تحت الأرض كي يستطيعوا مواصلة تقديم الرعاية للمحتاجين. وأصبحت مسؤولية الحفاظ على سلامتهم تقع على عاتقنا جميعًا. وسوف نواصل تزويدهم بالدعم والمستلزمات الصحية التي يحتاجون إليها، ونطلب منكم الانضمام إلينا في الحفاظ على سلامتهم.
"#ProtectHealthWorkers" هاشتاج لحماية العاملين الصحيين في: مرفق الإحسان الخيري الصحي، موكامبو، حلب
ما زالت حلب مستهدفة بالهجمات العنيفة؛ فأكثر من نصف عدد المستشفيات العامة ومراكز الرعاية الصحية قد أُغلِقَت أو أُصيبت بأضرار بالغة. ويعمل في المرافق العامة في جميع أنحاء المحافظة 1672 طبيبًا يومًا كل يومين من أجل تقديم الخدمات الصحية المنقذة للحياة وخدمات الإبقاء على الحياة إلى 1.2 – 1.5 مليون شخص.
ومرفق الإحسان الخيري هو واحد من ضمن 6 جمعيات غير حكومية التي تحصل على الدعم من منظمة الصحة العالمية، وتقدم الخدمات الصحية المنقذة للحياة والخدمات الصحية الأساسية من خلال شبكة من المراكز الصحية، والنقاط الطبية، والعيادات المتنقلة، والمستشفيات في شرق وغرب حلب.
وكل يوم، يخاطر العاملون الصحيون المشاركون في فريقين طبيين في مرفق الإحسان الطبي بحياتهم بالتجوال في جميع أنحاء حلب في عياداتين متنقلتين لتقديم الخدمات الصحية العاجلة المطلوبة. وتزور العيادة المتنقلة 23 موقعًا وتقدّم خدمات الرعاية الصحية الأولية إلى 4055 شخصًا في الأسبوع مستهدفة الفئات الضعيفة من النساء والأطفال في المناطق الفقيرة، والملاجئ المؤقتة، وملاجئ النازحين داخليًا.
لقد تعرّض مرفق الإحسان الخيري للقصف مرتين هذا العام. وأسفرت الحادثة الأخيرة في حزيران/يونيو عام 2016 عن إصابة 45 شخصًا، وكان من بينهم 21 امرأة، و 15 طفلًا، و 9 رجال. وكان ثلاثة من المصابين من العاملين الصحيين في مرفق الإحسان، ولم يقتل أحد، ولكن فقدت امرأة حامل طفلها. وبعد بضعة أشهر، قصفت واحدة من العيادات المتنقلة، مما أسفر عن إصابات خطيرة لطبيب وعامل صحي.
"وخلال الرحلات اليومية للعيادة المتنقلة، وصلنا إلى مناطق بعيدة جداً، حيث الظروف صعبة للغاية، والناس محرومون من احتياجاتهم الأساسية، ولا توجد أي مرافق للرعاية الصحية. بعض القرى التي نزورها تبعد 80 كيلومتر تقريبًا عن أقرب مدينة ومرفق صحي. ولكن نظرة الشكر التي تبدو في أعين المرضى ونحن نقدم لهم الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها بشدة تجعل رحلتنا الصعبة والطويلة ذات مغزى جدير بالاحترام."
#ProtectHealthWorkers هاشتاج لحماية العاملين الصحيين في مركز الرعاية الصحية الأولية في شرق مدينة حلب *
لقد فـرّ كثير من الأطباء من مناطق الحرب في سوريا، ولا توجد مدينة تعاني من نقص أعدادهم مثل حلب الشرقية. ونتيجة لفرارهم أو تعرضهم للهجوم والقتل، فإن شرق مدينة حلب اليوم لا يوجد به سوى 15% من أعداد المهنيين الصحيين مقارنة ببقية أنحاء البلد. ويعمل ثلاثون من المهنيين الصحيين، ومن بينهم 7 أطباء، في أحد المراكز العشرين للرعاية الصحية الأولية التي تعمل حاليًا. ولا يغادر الأطباء المركز بسبب الحاجة الشديدة لهم، وفي بعض الأحيان يضطرون للعمل بدون كهرباء بسبب قلة الإمدادات من الوقود والطاقة.
ويقدم هؤلاء المهنيون الصحيون في المركز خدمات رعاية الرضوح، وخدمات الرعاية الصحية الأولية، وخدمات صحة الطفل إلى 100-150 مريضًا كل يوم، أكثر من نصفهم من الأطفال. وفي اليوم المعتاد يعتنون بحوالي 35 – 40 امرأة حاملًا وبولادة 4-5 أطفال كل أسبوع. ويقدمون الرعاية الطارئة لحالات الرضوح ثم يحيلونها إلى المستشفى الأقرب، وبسبب استمرار الحصار وانعدام الأمن، فقد شهدوا العديد من المرضى يموتون نتيجة لنقص الرعاية المتخصصة داخل المدينة. ويقول الأطباء في المركز إن الحالة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
"لقد قُـتِل الزملاء والأصدقاء وهم يحاولون إنقاذ أرواح المصابين. وكان الكثير منا داخل المستشفيات والمراكز الصحية عندما تعرّضت للقصف. ولا يبدو أن هناك نهاية لهذه الهجمات."
"ولا توجد كلمات تصف شعورنا عندما يُـقصف المرفق الصحي. فالخوف والغضب والحزن كلمات غير كافية. بعض زملائنا تمنّوا أنهم لم يدرسوا الطب أبداً ولم يصبحوا أطباء، حتى لا يشاهدوا ما شاهدوه. وقرر الآخرون أنهم بمجرد انتهاء الحرب، سوف يتخلّون عن مهنتهم. فهم يريدون أن ينسوا منظر المذابح التي كانوا يتعاملون معها في كل يوم".
"لقد شهدنا صمت العالم تجاهنا ونحن نواجه الموت في كل يوم. ولا يقدر كثيرون منا على النوم، حتى عندما يحصلون على راحة بعد عناء شديد. لكننا ما زلنا نبذل ما بوسعنا، بغض النظر عن سلامتنا الشخصية".
ونحن، كمجتمع دولي ومنظمة الصحة العالمية، لن نبقى صامتين. ولن نتخلى عن هؤلاء العاملين الصحيين الشجعان في مركز الرعاية الصحية الأولية في مدينة حلب الشرقية، ونطلب منكم الانضمام إلينا في الحفاظ على سلامتهم. وستقدم منظمة الصحة العالمية كل شهر تقريرًا عن آخر المستجدات عن الوضع، وسنعمل معًا من أجل حماية العاملين الصحيين والحفاظ على تقديم الخدمات الصحية اللازمة.
المواقع ذات الصلة
بيان من المدير الإقليمي: اوقفوا الحرب على المستشفيات !
نشرة إعلانية: يجب وقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في سوريا !
*طلب المركز الصحي عدم ذكر اسمه