رغم الإدانات من منظمة الصحة العالمية وشركائها في مجال الصحة، تتواصل الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في شرق المتوسط بوتيرة منتظمة تنذر بالخطر. وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، نؤكد مجددًا دعمنا لجميع العاملين الصحيين والأشخاص المتضررين من النزاعات.
تقول أم علي، والدة الطفلة بسمة البالغة من العمر 5 أعوام من محافظة الرقة في سوريا: "جئت من محافظة الرقة إلى مستشفى الأطفال في دمشق منذ شهر واحد من علاج بسمة، ابنتي الوحيدة التي تعاني ورمًا في الكلى. ولكن بالإضافة إلى المشاق التي واجهناها حتى وصلنا إلى المستشفى، فإن شاغلي الأساسي انصب على كيفية تأمين تكاليف معيشتنا هنا أثناء معالجة ابنتي.
"سؤالي الوحيد لأولئك الذين دمروا المستشفيات العامة في الرقة هو: ما الجرم الذي ارتكبه أطفال مصابون بأمراض خطيرة في الرقة لتحرموهم من تلقي العلاج في محافظتهم ؟"
ميشلين عيفه،ممرضة في مركز صحي سانت أفرام السرياني في محافظة الحسكة في سوريا، تقول: "في الحقيقة أن العديد من مرافق الصحة العامة قد دمرت أو توقفت عن تقديم الخدمة في الحسكة والمحافظات المجاورة، وبالإضافة إلى ذلك لا تتوفر بعض الأدوية المعينة في محافظة الحسكة، وقد أثر ذلك تأثيرًا سلبيًا للغاية على صحة المرضى، خاصة في ظل الوضع الراهن الذي يشهد تدهور الوضع المالي للناس نتيجة للأزمة”.
الدكتور الخميسيعمل ، أخصائيًا لأورام الأطفال في مستشفى الأطفال في دمشق، ويعالج مرضى سرطان الأطفال منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. ويقول إن المستشفى يبذل أقصى جهده في التعامل مع العدد الهائل من المرضى الذين يلتمسون الرعاية الصحية. ويقول الدكتور الخميس "نحن نعاني من ضغوط هائلة لأن مستشفانا هو المستشفى الوحيد في سوريا الذي يركز حصريًا على رعاية الأطفال، والاحتياجات الصحية الحالية أعظم من أي وقت مضى بسبب الآثار المدمرة للأزمة على النظام الصحي في سوريا. ويعمل موظفو المستشفى على مدار الساعة لعلاج المرضى القادمين من جميع أنحاء البلاد ملتمسين الرعاية الصحية. كما تسافر عائلات من المناطق التي أمكن الوصول إليها مؤخرًا قادمة إلى دمشق لطلب العون لأطفالها".
الممرض وضاح حمدك هو كبير الممرضين في مستشفى الرازي العام في حلب. ويعمل في مديرية الصحة في حلب منذ 28 عامًا.
" نحن في حلب ما زلنا نواجه تحديات عديدة. فالكثير من مراكز الرعاية الصحية مغلقة، والمراكز المفتوحة تعاني من شدة كثافة المرضي. وأضاف السيد حمدك "نحن نعمل لساعات طويلة من أجل مساعدة أكبر عدد ممكن من المرضى، وهذا يشمل المحالين إلينا من المناطق التي أمكن الوصول إليها مؤخرًا"، وكثيرًا ما تتعرض حياة العاملين في الرعاية الصحية للخطر بمجرد قدومهم إلى العمل. وقد أصيب ثمانية موظفين من المستشفى في أعقاب تصاعد حدة العنف في المنطقة. وبرغم ذلك، هناك تضامن كبير بين موظفي المستشفى. فنحن كلنا نتطلع إلى بعضنا البعض، ونعلم أننا نحظى بدعم من أسرنا".
رامي هو أحد المتطوعين كمسعف أول ويبلغ من العمر 29 عامًا ويعمل في مجال الدعم الصحي النفسي. وهو لاجئ نشأ في خان يونس جنوب قطاع غزة.
انضم رامي إلى جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في آذار/مارس 2018 للمساعدة كمسعف أول خلال المظاهرات المندلعة في غزة والتي تطالب بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار المتواصل المفروض على قطاع غزة". "نحن نعاني من الكثير من الحروب والصراعات، لذلك يُعَدُّ تدريب الأشخاص مهمًا لتوفير الرعاية الفورية للمصابين". لقد أصيب رامي ثلاث مرات خلال عمله التطوعي كمسعف أول منذ اندلاع المظاهرات في 30 آذار/مارس 2018. وفي إحدى هذه الأحداث، أُطلق عليه النار بالذخيرة الحية خلال حادثة قتلت فيها زميلته المسعفة رزان. وكانوا يعملون معًا كفريق مكون من 5 أفراد.
عماديبلغ من العمر 34 عامًا وتطوع للعمل كمسعف أول لدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ عام 2006. وهو لاجئ فلسطيني نشأ في دير البلح في المنطقة الوسطى من قطاع غزة. تطوع عماد في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لمساعدة الجرحى في المظاهرات، حتى أصيب في 9 نيسان/أبريل أثناء عمله كعضو في فريق الهلال الأحمر الفلسطيني من مخيم البريج للاجئين.
“بعد الساعة الخامسة، بدأ إطلاق نار فجأة من الحاجز وأصبت في ساقي اليمنى. خرجنا من سيارة الإسعاف على الفور وذهبت للاختباء خلفها [على الجانب الآخر من حاجز غزة]. في هذا الوقت، ضمَّد المسعفون الذين كانوا معي ساقي لإيقاف النزيف ونقلوني إلى سيارة إسعاف لإيصالي إلى مستشفى الأقصى في دير البلح. ظللت في مستشفى الأقصى ثلاثين دقيقة تلقيت فيها الإسعافات الأولية ثم نقلت إلى مستشفى القدس في مدينة غزة. ومن هناك نقلت إلى مستشفى الشفاء، حيث أجريت لي عملية جراحية. وأخبرني الأطباء أنه إذا لم يمكن إجراء الجراحة لي في وقتها، كنت سأفقد ساقي للحين".
وأفاد عماد أنه خلال السنوات العشر التي قضاها في العمل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كثيراً ما استُهدفت الفرق التي عمل معها بالاعتداء المسلح، وقد تعرض هو نفسه سابقاً لبعض الإصابات الطفيفة. وبعد الجراحة الأولية، أُجري لعماد عمليات أخرى لإزالة الرصاصة وزراعة رقعة جلدية.