2 كانون الأول/ديسمبر 2018 - يشير التحليل المبكر لبيانات الحملة إلى نجاح جولة التلقيح في بلد خالٍ من شلل الأطفال ولكنه معرَّض لخطر وروده من الخارج.
فخلال الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول/أكتوبر، نجحت وزارة الصحة في جيبوتي، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف وغيرهما من الشركاء، في تنفيذ أول يوم للتمنيع الوطني ضد شلل الأطفال في البلاد منذ عام 2015.
وتعتبر جيبوتي معرضة لخطر منخفض من وقوع فاشيات شلل الأطفال، حيث أبلغت عن آخر حالة شلل الأطفال لديها في عام 1999. ولكن السريان الأخير للعدوى بفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 2 والنمط 3 في البلدان المجاورة في القرن الأفريقي، وانخفاض مستويات التغطية بالتمنيع الروتيني في بعض المناطق في البلاد، يشيران إلى وجود خطر متزايد لورود فيروس شلل الأطفال من الخارج.
وقد صرح الدكتور أحمد زويتن، ممثل منظمة الصحة العالمية بالإنابة في جيبوتي قائلاً "إن جيبوتي تقع على طريق رئيسي للهجرة في القرن الأفريقي، وتشترك في حدود سهلة الاختراق مع الصومال وإثيوبيا. هذا يستدعي اتخاذ تدابير تأهب فعالة ومنسقة. وتعتمد استراتيجيتنا على الوقاية من شلل الأطفال، أكثر من اعتمادها على التصدي له ومعالجة حالاته المرضية".
ومراعاة لأهمية الاستعداد، جرى التعجيل بخطة يوم التمنيع الوطني لعام 2019 ونفذت في الفترة من 23 إلى 26 تشرين الأول/أكتوبر. وكان الهدف هو تلقيح 120 ألف طفل دون سن الخامسة، وهو رقم اقترحه التعداد الأخير لجيبوتي في عام 2009. وقد اقتُرِحت استراتيجيتان وهما: النهج الواحد، حيث يتلقى الأطفال اللقاح في نقاط ثابتة (المرافق الصحية)؛ ونهج تكميلي لتلقيح الأطفال في المنازل من باب إلى الباب عبر فريق مكون من شخصين (شخص مسؤول عن التلقيح والآخر مسؤول عن التسجيل).
في الأيام والأسابيع السابقة ليوم التمنيع الوطني، استخدم جميع الشركاء، ومن بينهم الحكومة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف، مجموعة متنوعة من قنوات الاتصال - مثل اللافتات الخارجية والبرامج الإذاعية - لضمان إعلام المجتمعات، ولم يقتصر هذا على إعلامهم بمخاطر شلل الأطفال، ولكن اشتمل أيضًا على تعريفهم بأهمية وقاية الأطفال من الأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات.
وأقيم حفل الإطلاق الرسمي للحملة في مجمع يوسف عبد الله الطبي في حي بلبلة، بحضور وزير الصحة في جيبوتي، وممثلي منظمة الصحة العالمية واليونيسف، وشركاء آخرين. وعلى مدار الأسبوع التالي، تجاوز المُلقّحون العدد المستهدف ولقحوا جميع الأطفال دون سن الخامسة الذين يعيشون في أراضي جيبوتي بغض النظر عن أصولهم. وقد تلقى السكان الرحل واللاجئون والأطفال المهاجرون اللقاح. ومن بين الأطفال الذين تلقوا التلقيح، كان 65% منهم في مدينة جيبوتي و 35% في باقي أنحاء البلاد.
ومع أن جدولة الأرقام النهائية ما زالت جارية من خلال آليات رصد مستقل، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى معدل تغطية بلغ 114% من السكان المستهدفين. وهذا يعني أن المُلقّحين قد لقحوا العدد المستهدف من الأطفال وتجاوزوه: وعلى الأرجح أن هذا بسبب وجود أفواج جديدة من الأطفال لم يدرجوا في التقديرات السابقة. وسيساعد إدراج هؤلاء الأطفال على زيادة المعلومات حول تقديرات التمنيع للحملات المستقبلية.
وبالنسبة للدكتور زويتن، فإن مثل هذه النتيجة أمر يستحق الاحتفال به. وقال: "اليوم ، أطفالنا في طريقهم للحصول على الوقاية، ونحن بصدد إطلاق حملة ثانية في الأسابيع القليلة القادمة للتأكد من ذلك. كان لدينا بعض المخاوف، من قبل، وكنا نظن أن سريان فيروس شلل الأطفال في المنطقة يشكل خطرًا. الآن الآن مع حملة التلقيح الأولى، التي حققت تغطية بنسبة 114% على الأصعدة الوطنية، نعرف أننا نسير على الطريق الصحيح لضمان وقاية أطفال جيبوتي.لم يكن من السهل تحقيق هذه النتائج، ولكنها تحققت من خلال التعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف وآخرين."
وبالنظر إلى ارتفاع خطر ورود فيروس شلل الأطفال للبلاد، فإن منظمة الصحة العالمية واليونيسف وحكومة جيبوتي لا يضعيون أي فرصة مفيدة من دون استغلال: فالخطط يجري إعدادها لإجراء يوم وطني ثاني وثالث للتمنيع في عام 2019. ومن الأهمية، ومع وقوع فاشيات مرضية في الإقليم، أن تقوي البلدان المجاورة مستويات المناعة لديها، وأن تجري تمنيعًا روتينيًا، وأن تضمن فعالية أنظمة ترصد الأمراض في الكشف عن أي سراية للفيروس. وبرغم التكلفة والجهد المبذولين في تنظيم أنشطة التمنيع الوطنية، في هذه الأوضاع، فإن جميع الشركاء يتفقون على أن درهم وقاية خير من قنطار علاج للفاشية.