استعراض أحداث عام 2016: عمل منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ في إقليم شرق المتوسط

Credit: WHO سوريا: أثّر الصراع المستمر لأكثر من 5 سنوات سلبًا على صحة الشعب السوري والنظام الصحي الذي يخدمه، حيث يحتاج ما يقرب من 13.5 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية. وأصبح أكثر من نصف المستشفيات العامة في البلاد ومراكز الرعاية الصحية الأولية إما مغلقة أو تعمل جزئيًا، ولا يحصل مئات الآلاف من الأطفال تحت عمر 5 سنوات على التلقيح الروتيني، وحرم آلاف المرضى من علاج الإصابات والأمراض المزمنة. وقد فر ما يقرب من ثلثي العاملين في مجال الصحة من البلاد ويتعرض الباقون لخطر دائم. وفي سنة 2016 وحدها، وقع 126 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية داخل سوريا. وبرغم القتال الدائر في سوريا، تمكنت منظمة الصحة العالمية من: دعم الإخلاء الطبي للسكان المحاصرين في شرق مدينة حلب؛  الحصول على ممر إنساني للوصول إلى المناطق التي كان يصعب الوصول إليها سابقًا لتقديم الأدوية المنقذة للحياة؛ تعزيز قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية؛ دعم رعاية الأمراض المزمنة، بما في ذلك مرضى الكلى,  والمرضى الذين يعتمدون على الأنسولين؛ القيام بحملة تلقيح وطنية بمستضدات متعددة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها.
Credit: WHO العراق ما زالت الموجة الجديدة من النزوح وحركة العائدين إلى العراق في عام 2016 تمثل تحديًا أمام عمليات الاستجابة الصحية بسبب نقص العاملين في المجال الطبي، واللوازم الطبية ومصادر التمويل. ‫وفي أربعٍ من أشد المناطق تضرراً في البلد، أُصيب أو دُمِّرَ 4 مستشفيات وأكثر من 14 مرفقاً صحياً.‬ وقد أثرت الأزمات المتصاعدة في الفلوجة والموصل على القطاع الصحي والذي ينوء من الأصل بأعباء تفوق طاقته. ولقد تفاقمت الأوضاع سوءا، فقد أدى الانهيار المالي في البلاد إلى نقص رواتب الموظفين في القطاع العام، بمن فيهم العاملين في مجال الصحة. وتعمل منظمة الصحة العالمية على نحو وثيق مع السلطات الصحية الوطنية لتوفير العيادات الطبية المتنقلة واللوازم الصحية والفرق الصحية المدربة، وإنشاء الخدمات الصحية في المخيمات وضمان توفير الخدمات الصحية المنقذة للحياة في حالات الطوارئ للأشخاص الذين يعانون من الإصابات الناجمة عن الحرب.‬ وتضمنت الإنجازات في العراق: رفع مستوى خدمات رعاية الإصابات للنازحين من الموصل وضمان تقديم الخدمات الصحية للمعرضين للكبريت السام ودخان النفط؛ رفع مستوى الخدمات الصحية للنازحين في الأنبار, وكركوك وصلاح الدين ودهوك؛ توسيع نظام الإنذار المبكر للأمراض السارية؛ حملات التلقيح في حالات الطوارئ  وإدخال لقاح شلل الأطفال المعطَّل؛ وضع خطط للطوارئ لموجهة الكوليرا.
Credit: WHO اليمن: في بداية عام 2016، تسبب الصراع في اليمن في إلحاق الضرر والدمار بالبنية الصحية التحتية وأدى إلى انخفاض حاد في تقديم الرعاية الصحية. إلى جانب انتشار الملاريا وحمى الضنك ومستويات مثيرة للقلق من سوء التغذية بين الأطفال، وواجهت منظمة الصحة العالمية تحديات معقدة في البلد الذي مزقته الحرب. أدى عدم القدرة على الوصول إلى المدن الكبرى، مثل مدينة تعز، إلى ترك المرافق الصحية تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية الأساسية. في تشرين الأول/أكتوبر، أدت فاشية الكوليرا إلى مزيد من التدهور في الوضع الصحي. وعانى النظام الصحي من انتكاسات إضافية في أيلول/سبتمبر 2016 نتيجة لقرار الحكومة بتعليق الميزانية التشغيلية لوزارة الصحة العامة والسكان، تاركين المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد من دون دعم مالي لتغطية التكاليف التشغيلية ورواتب الموظفين. برغم التحديات التي يواجهها اليمن، تمكنت منظمة الصحة العالمية من: دعم النظام الصحي بالأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية وأكثر من مليوني لتر من الوقود؛ إجراء حملتين للتلقيح ضد شلل الأطفال، وصلت إلى أكثر من 4.5 مليون طفل؛ توسيع نطاق نظام الإنذار المبكر الإلكتروني للأمراض؛ الإفراج عن أموال الطوارئ لدعم الاستجابة لفاشية وإعادة النظر في خطة التصدي للكوليرا مع وزارة الصحة العامة والسكان.
Credit: WHO ليبيا: تأثر النظام الصحي في ليبيا تأثرًا شديدًا من جراء الصراع الذي امتد لسنوات. وقد أثر رحيل مقدّمي الرعاية الصحية المتخصصة من الأجانب والذين يشكلون نسبة كبيرة من القوى العاملة تأثيرًا سلبيًا على قدرات البلد في العلاج والتدبير العلاجي للمرضى. وأدت أعمال العنف والاعتداءات المتكررة على المرافق الصحية إلى تفاقم المشكلة، وترك البلاد عرضة للمخاطر الصحية المختلفة. وتعمل منظمة الصحة العالمية بلا هوادة من أجل إعادة الخدمات الصحية المعطلة ووضع استراتيجية وطنية لتعزيز النظم الصحية. وتضمنت الإنجازات في ليبيا في عام 2016: الانتهاء من أول حملتين خاصتين بشلل الأطفال منذ عام 2014؛ وضع استراتيجية للقطاع الصحي الوطني للتأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها, بما في ذلك إنشاء نظام للتحذير والإنذار والاستجابة المبكرين؛ تقديم الأدوية المنقذة للحياة لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية في بنغازي، بليبيا.
Credit: © Kate Holt/IRIN الصومال: السكان في الصومال معرضون لخطر متزايد من الإسهال المائي الحاد / والكوليرا والملاريا بسبب تلوث المياه الناتج عن الفيضانات. شهد عام 2016 زيادة بنسبة 5 أضعاف في حالات الإسهال المائي الحاد/الكوليرا مقارنة مع عام 2015، وقامت منظمة الصحة العالمية برفع مستوى الاستجابة الصحية لها، ومن بينها تعزيز التنسيق لمجموعة الصحة وإنشاء فريق عمل للأمراض المنقولة بالماء والنواقل لضمان استجابة أكثر نجاعة وفعالية. وأدت قلة الأمطار خلال موسم الأمطار أيضاً إلى حدوث جفاف في أجزاء من البلاد. ومن بين الإنجازات الصحية في الصومال: إطلاق تقييم شامل لعدد 1074 مرفقًا صحيًا عامًا في جميع أنحاء الصومال لتحديد القدرات والثغرات الموجودة؛ تحقيق الخلو من شلل الأطفال لمدة عامين؛ دعم تدريب العاملين الصحيين الصوماليين من أجل رفع مستوى التصدي لفاشية الكوليرا.
Credit: WHO أفغانستان: ما زال العنف المستمر يؤثر على حياة 6.3 مليون أفغاني يعتمدون على نظام الرعاية الصحية الضعيف والذي يتحمل أعباء تفوق طاقته. وقد تسببت عودة أكثر من 600 ألف لاجئ أفغاني مؤخرًا من باكستان في ظهور تحديات إضافية وزادت من مخاطر وقوع فاشيات الأمراض. ومما يفاقم المشكلة وجود نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية والكوادر الصحية، وخاصة الطبيبات. ما زالت أفغانستان من بين 3 بلدان يتوطن فيها شلل الأطفال، وتواصل منظمة الصحة العالمية حملات التلقيح المنتظمة لضمان تلقيح جميع الأطفال، بمن فيهم الذين يعبرون الحدود إلى أفغانستان. بعض أكبر إنجازات منظمة الصحة العالمية في أفغانستان في عام 2016 هي: حملة تلقيح ضخمة ضد شلل الأطفال استهدفت أكثر من 9.5 مليون طفل؛ عززت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها رعاية الجروح والرضوح لإنقاذ الأرواح في إقليم قندز الذي تمزقه الصراعات؛ دعمت منظمة الصحة العالمية الخدمات الصحية التي تنوء بأعباء تفوق طاقتها نظرًا لتزايد عدد الأفغان العائدين إلى ديارهم؛ مليون أفغاني من النازحين: تلقيح كل طفل.
Credit: WHO السودان: أضعفت سنوات الصراع الداخلي نظام الرعاية الصحية في السودان إلى حد كبير، وتركت سكانه عرضة للأمراض والأوبئة. ويطلق على السودان اسم \"الطارئة المنسية\"، فنقص التمويل في السودان قد خلق خطرًا محدقًا بسبب إغلاق العديد من المرافق الصحية التي تدعمها منظمة الصحة العالمية. ويعد التمويل أيضا أمرًا حاسما في ضمان تقديم خدمات الرعاية الصحية دون انقطاع، بما فيها حملات التلقيح، وتقييم المرافق الصحية وأنشطة الاستجابة السريعة. في السودان في عام 2016، تمكنت منظمة الصحة العالمية من: دعم إدراج لقاح مرض التهاب السحايا ‎ A ضمن نظام التمنيع الروتيني إطلاق حملة الحصبة دون الوطنية والتي استهدفت أكثر من 4 ملايين طفل في 6 ولايات في جميع أنحاء البلاد دعم دورة تدريبية للمسؤولين عن سلسلة التبريد والأطباء والمختصين في الوبائيات على تقنيات التعامل الصحيح مع اللقاحات, من أجل الحفاظ على نجاعة اللقاح وتقليل الفاقد منه.

Credit: WHO

سوريا: أثّر الصراع المستمر لأكثر من 5 سنوات سلبًا على صحة الشعب السوري والنظام الصحي الذي يخدمه، حيث يحتاج ما يقرب من 13.5 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية. وأصبح أكثر من نصف المستشفيات العامة في البلاد ومراكز الرعاية الصحية الأولية إما مغلقة أو تعمل جزئيًا، ولا يحصل مئات الآلاف من الأطفال تحت عمر 5 سنوات على التلقيح الروتيني، وحرم آلاف المرضى من علاج الإصابات والأمراض المزمنة. وقد فر ما يقرب من ثلثي العاملين في مجال الصحة من البلاد ويتعرض الباقون لخطر دائم. وفي سنة 2016 وحدها، وقع 126 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية داخل سوريا.

وبرغم القتال الدائر في سوريا، تمكنت منظمة الصحة العالمية من:

دعم الإخلاء الطبي للسكان المحاصرين في شرق مدينة حلب؛ 

الحصول على ممر إنساني للوصول إلى المناطق التي كان يصعب الوصول إليها سابقًا لتقديم الأدوية المنقذة للحياة؛

تعزيز قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية؛

دعم رعاية الأمراض المزمنة، بما في ذلك مرضى الكلى,  والمرضى الذين يعتمدون على الأنسولين؛

القيام بحملة تلقيح وطنية بمستضدات متعددة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها.