24 شباط/فبراير 2016، القاهرة، مصر – عالميًا يطالع الشخص العادي هاتفة حوالي 85 مرة في اليوم الواحد، ويستغرق ثلث ساعات استيقاظه في استعمال الهاتف. وبرغم النظر إلى استخدام الهاتف المحمول كاعتماد سلبي، إلا أن الهواتف المحمولة في مصر قد يكون لها آثار إيجابية في مجال الرعاية الصحية، وبخاصة لآلاف المعايشين لداء السكري.
ففي 23 شباط/فبراير، أُعلن في مؤتمر صحفي في القاهرة عن وضع حجر الأساس لبرنامج وطني معني باستخدام الهواتف النقالة لزيادة حصول الناس على المعلومات المتعلقة بمعالجة داء السكري. وسوف يتلقى المشاركون في البرنامج عبر الرسائل القصيرة نصائح حول نمط الحياة والخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لمعالجة داء السكري. وفي المرحلة الأولى سيتلقى 10 آلاف مريض بالسكر الدعم عبر الرسائل القصيرة من البرنامج. وفي المرحلة الثانية، التي ستبدأ لاحقًا في عام 2016، سيتوسع البرنامج ليشمل عددًا أكبر من مرضى السكري في جميع أنحاء البلاد. ومن المقرر في مرحلة لاحقة تقديم الرسائل المتعلقة بالوقاية من داء السكري للسكان عامة، وخدمة الرسائل القصيرة هو وسيلة تفاعلية بين الطرفين حيث يمكن لمستلمي الرسائل تحديد نوع المعلومات الأكثر ملاءمة لاحتياجاتهم الشخصية.
وتبين الإحصاءات الوطنية الحالية أن حوالي 17% من جميع البالغين المصريين مصابون بداء السكري، و 10% لديهم مقدمات داء السكري، وما يزيد على 60% من المرضى لا يتلقون أي علاج بسبب نقص الوعي أو عدم توافر الفحوص المنتظمة، وهذا يمثل عبئًا هائلا على نظام الرعاية الصحية في مصر، ويؤثر على جودة حياة الناس في البلد.
والبرنامج الجديد في مصر هو جزء من مجموعة أكبر من البرامج المعنية بالأمراض المزمنة غير السارية، ويعمل بشراكة فريدة من نوعها بين وزارة الصحة والسكان، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة والتعليم العالي والبحث العلمي، ومنظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي للاتصالات، ويعرف باسم " Be He@lthy Be Mobile". وتركز هذه المبادرة العالمية الجديدة على استخدام التكنولوجيا المتنقلة، والرسائل النصية، والتطبيقات، لمساعدة الجهود الوطنية الرامية إلى إنقاذ الأرواح، والتقليل من المرض والإعاقة، والحد من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الأمراض غير السارية.
وتستند كافة الرسائل المستخدمة في البرنامج إلى محتوى معتمد من منظمة الصحة العالمية وأفرقة الخبراء والتجارب السريرية، كما جرى تكييف الرسائل كي تلائم اللغة والثقافة المصرية. ومن الأمثلة:
- " زيادة الوزن أو السمنة تزيد خطر مضاعفات السكري... تناولْ الطعام الصحي واحرصْ على المشي يوميًا"
- "راقب وزنك (الوزن المثالي = الطول-100 سم) كي تساعد في السيطرة على السكر في الدم"
- "لا تسير عاري القدمين، وتجنب ارتداء الأحذية الضيقة أو المفتوحة، ومن المستحسن ارتداء الجوارب القطنية."
يهدف البرنامج إلى تمكين مرضى السكر من معالجة حالتهم عن طريق تزويدهم بالمعلومات المستندة إلى الأدلة وبالدعم الأساسي. ويمكن عبر اتباع النظام الغذائي الصحي، والنشاط البدني بانتظام، والمحافظة على الوزن الطبيعي، وتجنب تعاطي التبغ، الوقاية من ظهور مرض السكري من النوع 2 أو تأخير مضاعفاته. ولكن نادراً ما يفهم الناس تأثير هذه السلوكيات على خطر الإصابة بمضاعفات السكري.
وليست المشاريع الصحية والتنموية المستندة إلى التكنولوجيا جديدة على مصر. ولكن برنامج الصحة عبر الهواتف النقالة برنامج فريد من نوعه بسبب حجمه الكبير. ففي معظم البلدان كانت البرامج تجريبية ومحدودة، مما حد من تأثير هذه التكنولوجيا وقيمتها بالنسبة للصحة العمومية. ولكن هذا البرنامج في مصر سيكون قادرًا على الوصول إلى آلاف الناس ويهدف في مراحل لاحقة للوصول إلى ملايين الناس. وتعمل هذه المبادرة حاليا في 8 بلدان أخرى (تونس، والنرويج، والمملكة المتحدة، والسنغال، وزامبيا، وكوستاريكا، والهند، والفلبين) من أجل تطوير البرامج الوطنية المتعلقة بطائفة من التدخلات المتنقلة في مجال فرط ضغط الدم، وداء السكري، والإقلاع عن التدخين، وسرطان عنق الرحم، وأمراض الرئة وانسداد الشعب الهوائية المزمن. ويهدف التركيز المتصاعد في جميع البلدان غلى تطوير البنية التحتية المشتركة داخل النظم الصحية الوطنية، حتى يمكن استخدامها في نهاية المطاف لدعم البرامج لكل الأمراض. ويعد هذا البرنامج خطوة أولى لمجموعة من الخطوات تهدف إلى توسيع مجال الوصول إلى الرعاية الصحية وتوافرها في البلد عن طريق الهاتف المحمول.
وبرغم ملكية الحكومة لهذا البرنامج، فإن العنصر الأساسي في استدامة البرنامج يعتمد على الشراكة، كما يعتمد هذا البرنامج بطبيعته على قطاعات متعددة، تشمل قطاعات التكنولوجيا، والصحة العمومية، والسياسيات الصحية، وتفضيلات المستهلك. وتحتل الشراكة القوية بين القطاعين العام والخاص قاعدة الأساس في البرنامج، فهي تستقطب الخبرات من مختلف الوزارات الحكومية المعنية بالصحة، ومن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبحوث؛ ومن الشركاء العالميين في المبادرة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للاتصالات؛ ومن مجموعة واسعة من الجهات المعنية الوطنية، وهذا يشمل قطاع الاتصالات، وشركات القطاع الخاص ذات الخبرة في مجال التكنولوجيا الصحية وتعزيزها وتوفير خدماتها. وسيعلن قريبأ عن فرص إضافية للانضمام إلى مجموعة الجهات المعنية، ويرحب كل من الاتحاد الدولي للاتصالات ووزارة الصحة والسكان المصرية بأي مقترحات مبدئية مفيدة.
للحصول على معلومات حول كيفية الانضمام إلى البرنامج كجهة معنية يمكن الاتصال على كريم عبد الغني
وللاستعلام يمكن الاتصال على د. رانده ابو النجا
Dr Randa Abou El-Naga