مصر تصدر نتائج الدراسة الوبائية عن صحة الفم والأسنان

في الأربعاء 3 أيلول/سبتمبر 2014، أصدرت وزارة الصحة العامة، بالتعاون مع المكتب القطري لمنظمة الصحة العالمية، نتائج البحث في حالة صحة الفم والأسنان في مصر.

وهذه هي أول دراسة استقصائية وطنية تجمع معلومات شاملة عن حالة صحة الفم بين المصريين البالغين والأطفال منذ إجراء المسح الأخير من أكثر من 23 عاماً. والدراسة تغطي أكثر من 10 آلاف فرد من 27 محافظة وبمشاركة قطاعات مختلفة من المجتمع، بما في ذلك دور الأيتام والسجون. وقد أجريت الدراسة على مدى 10 أشهر.

وتظهر نتائج الدراسة أن الاستفادة من خدمات طب الأسنان ليست على المستوى الأمثل؛ فقد ذكر 40% من الأشخاص أنهم عانوا من مشاكل الأسنان في وقت الاستقتصاء، لكن لم يروا طبيب أسنان لتلقي العلاج. وقد أظهرت سلوكيات طلب الزيارة الطبية أن حوالي 20% لم يزوروا طبيب أسنان لأكثر من سنتين، وهناك 20% آخرون لم يزوروا طبيب أسنان أبداً.

حوالي 70% من الأطفال الذين تم استقصاؤهم كان لديهم تسوس بدون علاج؛ وفي الوقت نفسه، عانى 80% من إحدى أشكال أمراض دواعم السن. وكان مرضى السكر والمدخنين معرضين لخطر أكبر لمشاكل اللثة ودواعم السن. ولم يوجد اهتمام كاف للوقاية الأولية سواء على المستويات الفردية أو المهنية. 77% من الأفراد الذين تم استقصاؤهم لم يكونوا يستخدمون فرشاة الأسنان بانتظام، و 38% لم يستخدموا فرشة الأسنان أبداً، وكان 48% فقط يستخدمون معجون الأسنان. وعلى مستوى المهني، ثبت أن أكثر من 85% من الأفراد لم يتم إرشادهم للطريقة الصحيحة في استخدام فرشاة الأسنان من قبل المتخصصين في طب الأسنان، وهي خدمة ينبغي أن تقدم روتينياً لجميع الناس سواء على أساس الفرد أو المجتمع.

وقد أبرزت الدراسة حجم التفاوت الجسيم وما يترتب عليه في صحة الفم والأسنان بين السكان في مصر. وهناك افتقار واضح لسياسات وقاية صحة الفم والأسنان في مصر، بالإضافة إلى الافتقار للبحوث، والبيانات، وخطط علاج الأسنان.

وقد سلط واضعو الدراسة الضوء على الحاجة إلى وضع خطة وطنية لصحة الفم تستلزم تعزيز صحة الفم والأسنان، والوقاية من الأمراض التي تصيب الفم، وبخاصة في الأطفال والكبار ذوي الدخل المنخفض، وتوفير الوصول العادل للرعاية الصحية للفم والأسنان، وتقديم خدمات فعالة وكفؤة ومنصفة لجميع المصريين.

وأشاد الدكتور هينك بيكيدام، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر بقسم صحة الفم والأسنان بوزارة الصحة والسكان وفريق البحث على عملهم الممتاز. وأعرب عن التزام منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم في تطوير وتنفيذ الخطة الوطنية.

وهناك حاجة أيضاً إلى إجراء المزيد من البحوث لتقييم مدى توفر الخدمات، في إطار الحوكمة، والبنية التحتية للمرافق، والمعدات، والموظفين، وإدارة النظام لإطلاع المعنيين بالتخطيط الوطني. وأكد دكتور بيكيدام على أهمية إيلاء المزيد من الاهتمام لتدابير مكافحة العدوى أثناء العمل في طب الأسنان نظراً لارتفاع معدل انتشار التهاب الكبد C في مصر، حيث تقع 160 ألف حالة جديدة كل سنة، وينجم حوالي 75% منها نتيجة للعمل في المرافق الصحية، بما في ذلك مرافق طب الأسنان.