دعم النظم الصحية
يمكن لتنفيذ استراتيجية لصحة الأطفال أن يستخدم كفرصة لتقوية عناصر منتقاة من النظم الصحية ,وفي نفس الوقت تعتمد استراتيجية كهذه على نظم صحية وظيفية ( شغالة ) لإيتاء رعاية عادلة ذات جودة وإيصالها إلى الذين يحتاجونها.
تقوية النظم الصحية
أصبح واضحاً خلال السنوات أن جهود برنامج صحة الطفل لن تكون مستدامة على المدى الطويل مالم تتم تقوية كفاءة النظم الصحية, وقد يكون من الصعب توسيع تغطية مداخلاته .
قد تنجح مبادرات مؤقتة لهذا الغرض بالذات في بداية الأمر , لكنها قصيرة العمر .
إن وجود نظم صحية فعالة عادلة وظيفية مطلب ضروري لرعاية ذات جودة في الخدمات الأساسية ولاستدامتها ؛تقوية النظم الصحية أمر أساسي لتحقيق المرامي الإنمائية للألفية المرتبطة بالصحة .
قضايا القلق الكبير كبيرة ، لأنها ترتبط بالتخطيط والإدارة والموارد البشرية والتمويل والإمداد بالأدوية ؛ ولأن لها أثر مفيد على أنشطة برنامج صحة الطفل.
ولهذا السبب فإن مكونين من مكونات استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل الثلاثة تتعامل مع النظم الصحية : المكون الأول ,الذي يشدد على أهمية تطوير الموارد البشرية في صحة الطفل ؛والمكون الثاني الذي يتعامل مع دعم النظم الصحية. يجب تطوير خطط لتحسين كلا المكونين في نفس الوقت . إن مبادرة للتدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل لترقية مهارات مقدم الرعاية الصحية على التدبير العلاجي للحالة ( المكون الأول للتدبير المتكامل لصحة الطفل ) دون إعداد ملائم للنظام الصحي ( المكون الثاني للتدبير المتكامل لصحة الطفل ) لا تعتبر استراتيجية للتدبير المتكامل لصحة الطفل ، ومن المستبعد أن يكون لها أثر مهم ومستديم .
تقتضي استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل توطيد روابط قوية بين النظم الصحية والمجتمع أيضاً ( المكون الثالث للتدبير المتكامل لصحة الطفل ). يٌنظر إلى العاملين الصحيين في المجتمع كجزء مكمل لنظام الصحة العمومية ,وكجسر - أو حتى كامتداد - لمرفق الرعاية الصحية الأولية ضمن المجتمع ,وللمجتمع ضمن النظام الصحي أيضاً ؛ حسب ما تم التشديد عليه في ورشة بلدانية على المكون المجتمعي للتدبير المتكامل لصحة الطفل
في هذا الإقليم: عزز برنامج صحة الأطفال والمراهقين ونمائهم أهمية النظم الصحية كجزء من استراتيجية لصحة الطفل ؛وقد طور أدواته لتقييس العملية ؛وقد كان من الممكن تقوية أوجه منتقاة من النظم الصحية من خلال استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل في البلدان التي فيها نظام صحي وظيفي .
لا يمكن لاستراتيجية لصحة الطفل بحد ذاتها أن تقوي أو تصلح كامل النظام الصحي. على كل, يمكنها أن تساهم في تحسين أوجه منتقاة منه ,ووضع الأولويات ,وتخصيص الموارد ,وتطوير الأدوات ,وإثارة القضايا الرئيسية ,والعمل عن قرب مع القطاعات المسؤولة عن عناصر دعم النظام الصحي لاقتراح وإيجاد حلول على المدى الطويل .وهذا مطلوب لتحقيق مستوى مقبول من الإنجاز والتغطية واستدامته مع الوقت .
أطلق المكتب الإقليمي مبادرة لمساعدة البلدان في تطوير سياسات وطنية لصحة الطفل أيضاً. هدفت هذه السياسات للمضي أبعد من الدلائل الإرشادية التقنية النوعية لكل مكون من البرنامج ,فهي تهدف للتعامل مع القضايا الرئيسية ,مثل الموارد البشرية والتمويل . هذا الأسلوب ضروري لخلق ظروف مواتية لتوسيع المداخلات والوصول إلى الذين هم أكثر حاجة لها : الفقراء والعائلات المحرومة.
ورشة بلدانية حول المكون المجتمعي للتدبير المتكامل لصحة الطفل
رعاية ذات جودة
إذا كانت " التغطية " هدف مهم لمداخلات الصحة العمومية فإن الجودة مبدأ رئيسي أساسي . يمكن لرعاية ذات جودة عالية ميسورة التكلفة ومستدامة أن تؤدي إلى نتائج جيدة على صحة الأفراد . يهدف الاستثمار في الجودة للحصول على مردودات ضخمة على المدى الطويل.
التحدي أمام الصحة العمومية غالباً هو إيجاد التوازن الصحيح بين " جودة " و" كمية " الأنشطة ليكون لها أثر ضمن فترة مقبولة من الزمن.
من الضروري تحديد المعايير الدنيا لرعاية ذات جودة وأنشطة ذات جودة :يجب أن يحترم الضغط لزيادة التغطية هذه المعايير
. من المرجح أن تضيع الاستثمارات المبذولة عندما تتم التضحية بالجودة ,وعندما تتراجع المعايير إلى أدنى من الحد الأدنى المحدد أصلاً .
ما يميز أسلوب التدبير المتكامل لصحة الطفل في الإقليم هو التشديد على الجودة . لقد وضع ما هو محدد بوضوح ومتفق عليه حول معايير الجودة في كل بلد من أجل أنشطة التدبير المتكامل لصحة الطفل الرئيسية ( من التخطيط إلى التنفيذ والتقييم ). تم انتقاء مؤشرات ممكنة القياس ,وتمت مراقبتها لضمان تلبية المعايير طيلة التنفيذ . هناك بينة عالمية وإقليمية على أن هذا الأسلوب يوصل إلى نتائج ,ويحسن إنجاز مقدم الرعاية الصحية واستخدام الأدوية ورضا القائم على العناية عن الخدمات التي يتلقاها وعلى الاستفادة منها . قد تنقص تكاليف الرعاية بعد ذلك ,لأن الموارد تستخدم بشكل أكثر فعالية , وبذلك قد يؤدي الاستثمار في الجودة إلى توفير ,إضافة إلى رعاية أفضل .
البينة على نجاح التدبير المتكامل لصحة الطفل
تقييم متعدد البلدان للتدبير المتكامل لصحة الطفل
معلومات حول هذا القسم عن النظم الصحية
يوفر هذا القسم من الموقع الالكتروني بعض المعلومات حول العمل المنفذ في الإقليم لتقوية عناصر دعم النظام الصحي لإيتاء خدمات رعاية صحية للأطفال ذات جودة . ولم يقصد منه أن يكون مراجعة للنظم الصحية.
تم توفير وصف مختصر لقضايا النظام الصحي التي تؤثر على إنجاز برنامج صحة الأطفال تحت كل موضوع كمقدمة للعمل المجرى بشكل نوعي من قبل مدراء برنامج صحة الأطفال العمومية في الإقليم ووحدة برنامج صحة الأطفال والمراهقين ونمائهم في هذا المكتب الإقليمي للتعامل معها .
تتوفر معلومات إضافية حول العمل المنفذ في هذا المجال في البلدان بشكل مستقل ,بما في ذلك بعض الأدوات المطورة, في قسم التنفيذ.
ذكرت القضايا الرئيسية في مجال النظم الصحية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تخطيط التدبير المتكامل لصحة الطفل في دليل تخطيط التدبير المتكامل لصحة الطفل المطور من قبل المركز الرئيسي لبرنامج صحة الأطفال والمراهقين ونمائهم.
معلومات إضافية حول النظم الصحية
تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل
دليل تخطيط التدبير المتكامل لصحة الطفل
السياسة والتخطيط والإدارة
السياسة:
إن وجود بيئة داعمة للسياسة أمر أساسي لكل من تنفيذ مداخلات الصحة العمومية واستدامتها . يجب أن تتم الموافقة رسمياً على الآليات ,وأن تطبق لمراقبة تنفيذ هذه السياسات وتقييمها مقابل الأغراض الأصلية التي طورت من أجلها ,وتحديثها عند الضرورة . ليست مبادرات صحة الطفل استثناء . على سبيل المثال : دمج مبادئ التدبير المتكامل لصحة الطفل وعناصره في وثائق الاستراتيجية الرئيسية وتحديث السياسات الموجودة أو تطوير سياسات جديدة لدعم تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل على المدى الطويل أمر حاسم لتحقيق واستدامة الحصائل على صحة الأطفال التي صممت من أجلها مداخلات نوعية . انظر : مثال على كيفية دعم القرارات السياسية الأساسية مداخلات فعالة لرعاية صحة الأطفال.
ضمت بعض البلدان في الإقليم التدبير المتكامل لصحة الطفل كاستراتيجية رئيسية في خطط التطوير الصحي الوطنية أو وثائق مشابهة تضع التوجهات على المدى المتوسط والطويل .
لوحظ -خلال عملية تلاؤم البلد لاستراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل, حيث تتم مراجعة السياسات والدلائل الإرشادية عادة لضمان التساوق - أن بلداناً كثيرة تفتقد سياسات مكتوبة أو لديها سياسات أو دلائل إرشادية مرتبطة بصحة الأطفال مبعثرة في سياسة مختلفة أو وثائق تدريبية , عبر برنامج غالباً.
أدت هذه الملاحظة ,مع ضرورة شعور البلدان بوجود وثيقة لسياسة وطنية لصحة الطفل, إلى إطلاق المكتب الإقليمي لمبادرة سياسة صحة الطفل . هدفت المبادرة إلى مساعدة البلدان على تطوير وثائق سياسة وطنية لصحة الطفل.
وكجزء من هذه المبادرة ,طور المكتب الإقليمي الوثيقة : تطوير سياسة وطنية لصحة الطفل – الطور I : تحليل الوضع ,في شهر أيلول / سبتمبر 2004 لتوجيه البلدان في هذا الطور آخذاً بالحسبان الخبرة المكتسبة في الإقليم.
خصص قسم كامل من هذا الموقع الالكتروني لمبادرة سياسة صحة الطفل بسبب أهمية الموضوع, وإليه يحال القارئ لمزيد من المعلومات والتفاصيل.
تطوير سياسة وطنية لصحة الطفل – الطور I : تحليل الوضع
الإدارة
يسهل وجود بنية إدارية لصحة الأطفال على المستوى المركزي ومستوى التنفيذ تنفيذ برامج صحة الأطفال العامة ومداخلاتها في البلدان النامية, وخاصة عندما يكون معدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة - وهو مؤشر رئيسي على التنمية - مرتفعاً.
في هذه الحالات : يجب أن تنعكس البنية الإدارية رسمياً في المخطط التنظيمي لوزارة الصحة بشكل يظهر تفضيلها, مع تحديد واضح لمسؤوليات العاملين على مختلف المستويات . وهذا يساعد على دعم استدامة أي تحسينات في الحصائل على صحة الأطفال في المستقبل.
إن التأكيد الخاص على صحة الأطفال مبرر ,وإلى درجة كبيرة, بالحقيقة القائلة : إن الاستثمار في صحة الأطفال ونمائهم يعني الاستثمار في مزيد من التطور للأمة .
عينت بعض البلدان في الإقليم ,وبدوام كامل, ضباط اتصال أو مدراء برنامج لصحة الأطفال بما في ذلك التدبير المتكامل لصحة الطفل ( مثل مصر والسودان وتونس والجمهورية العربية السورية ).يضفي هذا القرار المزيد من الوضوح على صحة الأطفال ,وييسر تخصيص مبالغ عالية للاستثمار فيها, والتنسيق مع البرامج الأخرى ضمن وزارة الصحة ,ومع الشركاء بما فيهم المانحين.
يحسّن وجود لجنة على المستوى الوطني ,مع ممثلين وأشخاص مرجعيين من برامج أخرى مرتبطة بصحة الأطفال والجمعيات المهنية والمؤسسات التعليمية والشركاء, يحسن التنسيق أيضاً ,ويدعم مبادرات التبشير حسبما أظهرت التجربة مع التدبير المتكامل لصحة الطفل في الإقليم .على سبيل المثال : زاد اكتناف أطباء الأطفال الرئيسيين والهيئة التدريسية للكليات الطبية في تلاؤم الدلائل الإرشادية السريرية للتدبير المتكامل لصحة الطفل الاهتمامَ في أسلوب التدبير المتكامل لصحة الطفل بين الكليات الطبية المنتقاة ,وأدى إلى دمجه رسمياً في تدريس طلاب الطب في بلدان عديدة .
التخطيط
تطوير خطط واضحة مع مؤشرات وأهداف شرط أساسي للتنفيذ الناجح للأنشطة .
يجب أن تعتمد الخطط على تحليل شامل للوضع حتى تكون مستجيبة للاحتياجات .
راجعت البلدان التي نفذت التدبير المتكامل لصحة الطفل في الإقليم ,مثل مصر والجمهورية العربية السورية وتونس, جودة خدمات صحة الأطفال في المرافق الصحية في المناطق الصحية المنتقاة للتدبير المتكامل لصحة الطفل كأسلوب معياري قبل بدء التنفيذ . وقد ساعد هذا في استمرار استعراف الموارد ومواطن القوة والضعف ليتم التعامل معها عند التخطيط ،ولمقارنة المعلومات المجمعة بعد تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل مع معلومات الخط القاعدي لقياس الحصائل المتوسطة.
وكأسلوب بديل : قارن المغرب والسودان إنجاز المناطق الصحية المنفذة للتدبير المتكامل لصحة الطفل بالمناطق الصحية غير المنفذة له.
ركزت معظم البلدان على الحاجة لإعداد المرافق الصحية للتنفيذ كجزء من تحليل الوضع. راجعت بلدان – مثل مصر – قضايا النظام الصحي على مستوى المنطقة الصحية أيضاً ,مثل البنية الإدارية والكفاءات والموارد البشرية وسياسة الإعفاء من الرسوم لزيارات المتابعة السريرية وإدارة الأدوية والإحالة والإشراف ونظام المعلومات الصحية وكفاءة التدريب ,بما في ذلك مرافق التدريب وحمل الحالات .
ولما كان تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل عملية لا مركزية ,فيجب تقوية مهارات التخطيط على مستوى التنفيذ.
اتُبع أسلوب منهجي لتخطيط التدبير المتكامل لصحة الطفل في المنطقة الصحية , مذكور في " دليل ورشات التخطيط في المنطقة الصحية "( باللغة العربية ) ,في مصر لتحسين كفاءة فريق المنطقة الصحية على تخطيط تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل .كانت أغراض هذه الورشات ,والتي جمعت كل الهيئات الصحية المعنية في المحافظة وفي المنطقة الصحية , تطوير خطة عملية معقولة للتنفيذ في المنطقة الصحية, وضمان التزام مسؤولي الصحة على ذلك المستوى, وبناء الكفاءة في التخطيط من خلال هذه العملية الموجهة .عقدت ورشات مشابهة في باكستان والسودان والجمهورية العربية السورية وتونس .
طور المكتب الإقليمي " دليل تخطيط تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل على مستوى المنطقة الصحية :" ,والذي ارتكز بشكل كبير على الخبرة الواسعة من مصر, وتمت مراجعته من قبل فريق من الخبراء لهم خبرة ميدانية واسعة ؛ وتم اختباره كمرجع لبلدان أخرى في الإقليم .يتضمن الدليل مكتبة من أدوات عملية مفيدة للتلاؤم ,ويستخدم من قبل البلدان.
روابط مفيدة
إعداد المرفق الصحي لتنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل
أسلوب منهجي لتخطط التدبير المتكامل لصحة الطفل في المنطقة الصحية
دليل تخطيط تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل على مستوى المنطقة الصحية
ورشة العمل المشتركة الثالثة عن مبادرة سياسة صحة الطفل 10-13 كانون الأول/ديسمبر 2006
ورشة العمل المشتركة الثانية عن مبادرة سياسة صحة الطفل 13-16 تشرين الثاني/نوفمبر 2005
ورشة العمل المشتركة الأولى عن مبادرة سياسة صحة الطفل 26-29 تموز/يوليو 2004
التمويل
إن وجود تمويل كاف للقطاع الصحي أمر أساسي لنظم صحية وظيفية عادلة مستديمة ,ولتوفير خدمات رعاية فعالة وذات جودة .لذلك , يعتبر التمويل محدداً مهماً لصحة السكان وعنصراً أساسياً لاستراتيجيات إنقاص الفقر.
إذا كانت التغطية الشاملة للخدمات الأساسية هي الهدف الرئيسي, فهذا يعني أنه يجب أن يمتلك الأشخاص إتاحة للوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية بتكلفة ميسورة.
قد تعمل تكاليف الخدمات الصحية الأساسية – بما في ذلك الدفع لرسوم الاستشارة والأدوية والاختبارات المخبرية وخدمات أخرى – كعائق كبير أمام استخدام الخدمات الصحية, وخاصة من قبل الأكثر حاجة إليها - وهم الفقراء والعائلات المحرومة. وكنتيجة لذلك قد يدفع الأطفال – الذين يمثلون المستقبل لأي مجتمع- ثمناً باهظاً , وتكون صحتهم ونماؤهم تحت اختطار مرتفع ما لم تتوفر رعاية فعالة لهم.
لذلك, يجب على استراتيجيات تحسين رعاية صحة الطفل ألا تراعي الأوجه التقنية المحضة للرعاية فقط, وإنما تراعي مقتضيات أن أي عامل له تأثير على الإتاحة العادلة للرعاية له أثر على صحة الأطفال أيضاً. يمكن لمدراء صحة الأطفال العامة أن يساهموا في دراسة واقتراح وتنفيذ الأساليب التي تحسن إتاحة رعاية أساسية ذات جودة للأطفال والتبشير بها؛ في حين يمكن للسياسات أن تناقش قضايا التمويل.
هناك أمثلة من مبادرات مهمة قامت بها بلدان في الإقليم عند تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل كجزء من استراتيجيتها لتحسين رعاية الأطفال .ففي مصر :تم توفير الأدوية اللازمة لمعالجة الحالات المنتشرة بين الأطفال حسب الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل مجاناً ,بما في ذلك أدوية ما قبل الإحالة ( مع بعض الاستثناءات مثل المرافق الصحية المغطاة من قبل نظام التأمين الصحي ) .وفي الجمهورية العربية السورية : أُصدر تعميم وزاري لتوجيه المرافق الصحية المنفذة للتدبير المتكامل لصحة الطفل لتوفير الأدوية المتضمَنة في بروتوكول التدبير المتكامل لصحة الطفل للأطفال تحت سن الخامسة مجاناً .كما نفذ البلَدان سياسة إعفاء زيارات المتابعة السريرية من الرسوم بعد إدخال التدبير المتكامل لصحة الطفل . تم إعفاء الأطفال المصابين بحالات تستدعي متابعتها من رسوم الاستشارة في الزيارة المتكررة لنفس النائبة لتعزيز المتابعة الفورية. أما في جمهورية إيران الإسلامية فقد استخدمت الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل كمعايير مرجعية للتعويض من خلال نظام التأمين الصحي.
الموارد البشرية
قضية حاسمة
تشكل الموارد البشرية وتطويرها العمود الفقري لأي نظام صحي ؛فالأشخاص هم الذين يديرون ويؤدون خدمات الرعاية الصحية إلى السكان ,لذلك يجب أن يكونوا مؤهلين ومحفزين وفاعلين في تنفيذ المهام الموكلة إليهم .
لقد تم التشديد كثيراً في الماضي ,من قِبل برامج عمودية كثيرة ,على تحسين كفاءات الطاقم الصحي وعلى تزويدهم ,ليس بالمعرفة فقط, وإنما بالمهارات المطلوبة للقيام بوظائفهم أيضاً .وقد اعتبر التدريب أثناء الخدمة " الحل " لمشكلات إيتاء الرعاية.
وفي حين تعتبر ترقية مهارات الطاقم الصحي أمراً حاسماً ,فإن هناك عدداً من القضايا المهمة الأخرى المرتبطة بالموارد البشرية تحتاج للتعامل معها ,ليس لتحسين توفير مقدم الرعاية الصحية لخدمات أفضل على المدى الطويل فقط, وإنما لضمان وجودها عندما تكون هناك حاجة ماسة لها.
يملك تحسين التعليم قبل الخدمة إمكانية إنتاج كادر صحي أكثر كفاءة لأداء المهام التي سيكون عليه تنفيذها بطريقة أكثر استدامة .
على كل : يجب " إنتاج " الموارد البشرية حسب كل بلد وحسب الاحتياجات الجغرافية .
التعامل مع قضية الموارد البشرية أمر حاسم لضمان إتاحة الخدمات وإنجازها واستدامتها . لذلك شجع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط البلدان على تطوير سياسات لصحة الطفل تتعامل مع قضية الموارد البشرية أيضاً لإيجاد بيئة ملائمة لإيتاء رعاية ذات جودة للأطفال.
أعير الانتباه لإدارة الموارد البشرية وإنتاجها وبناء كفاءاتها أثناء الخدمة كما هو مبين لاحقاً .
الإدارة
لإدارة الموارد البشرية أهمية بالغة وحيوية .
تتضمن إدارة الموارد البشرية ,من بين أمور أخرى:
آليات التنسيق الجيد بين وزارة الصحة ووزارة التعليم.
خطط توزيع مقدمي الرعاية الصحية حسب الفئة والمنطقة لضمان إتاحة الرعاية حسب احتياجات المنطقة.
مخططات تحفيزية وسياسات نقل لجذب مقدمي الرعاية الصحية والاحتفاظ بهم في نظام الصحة العمومية وضمان استمرارية الخدمات وإنقاص معدل الغياب ,وإنقاص إعادة تنظيمهم (تقلبهم) المرتفع ,وخاصة بعد التدريب أثناء الخدمة.
المحافظة على قاعدة بيانات للعاملين المدرَبين.
وكمثال على الأفعال المتخذة للتعامل مع قضية إعادة التنظيم (التقلب) المرتفع للعاملين المدرَبين فقد أُصدر تعميم وزاري في الجمهورية العربية السورية يطلب بقاء مقدمي الرعاية الصحية المدرَبين على التدبير المتكامل لصحة الطفل معينين في نفس المرفق لمدة سنة على الأقل بعد التدريب ,وحتى يصبح استبدالهم بمقدم رعاية آخر مدرب على التدبير المتكامل لصحة الطفل ممكناً .
وبالإضافة إلى مراجعة بعض هذه الاهتمامات من قبل بعض البلدان خلال إدخال استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل فقد اعتبرت مبادرة سياسة صحة الطفل كمشروع مهم وفرصة لمناقشة هذه القضايا بمزيد من الالتزام بسياسة موجهة للفعل.
الإنتاج
التعلم قبل الخدمة هو الخطوة الأولى للتطوير المهني للموارد البشرية واستثمار رئيسي لاستدامة مداخلات ذات جودة على المدى الطويل .كما يحضر التعليم قبل الخدمة المهنيين الصحيين لكل من القطاع العمومي والقطاع الخصوصي ,موفراً فرصة فريدة لتزويدهم بالمعلومات والمهارات الأساسية نفسها ,ومؤثراً على مواقفهم.
يجب أن يكون التعليم عالي الجودة وممولاً بشكل مناسب, ويقيّم بشكل منتظم ,ومفصلاً حسب احتياجات صحة الأطفال العامة ذات الأولوية والمرتكزة على البينة الوبائية ,ومعداً لإنتاج كادر من المهنيين الصحيين يتناسب مع الاحتياجات ويرتكز على سياسة تخطيط واضحة للإنتاج .
توجد في هذا الإقليم مبادرات رائدة لتعزيز تدريس عناصر صحة الطفل في التعليم قبل الخدمة في الكليات الطبية وكليات المهن الصحية المساعدة, مع تأكيد واضح على أسلوب يرتكز على المهارات لتدبير مرض الأطفال وصحتهم في العيادة الخارجية .
التدريب أثناء الخدمة
التدريب أثناء الخدمة هو المجال الذي تلقى الدعم الأكبر خلال السنوات - من خلال دعم التمويل الخارجي عادة.
يبقى التدريب أثناء الخدمة مكوناً رئيسياً من استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل ؛وقد طورت حزمة تدريبية معيارية وأسلوب معياري من أجله ,واستخدمت في البلدان المنفذة للتدبير المتكامل لصحة الطفل.
طورت مؤشرات على التدريب ذي الجودة في البلدان, وروقبت لإبقاء التدريب على تواصل مع المعايير الموضوعة.
ورغم ذلك ,تبقى مواضيع كثيرة : يجب أن يُنظر إلى التدريب أثناء الخدمة كأسلوب ، بالإضافة إلى المداخلات التي تتعامل مع إدارة الموارد البشرية والتعليم قبل الخدمة أيضاً ,حسب ما ذكر سابقاً .
يجب أن يصبح التدريب أثناء الخدمة في آخر الأمر أسلوباً لترقية معرفة مقدم الرعاية الصحية ومهاراته, بدلاً من سد الضعف الموجود في التعليم قبل الخدمة.
يتطلب إعادة التنظيم (التقلب) المرتفع للعاملين المدرَبين أثناء الخدمة عملية تدريب مستمرة أيضاً , وذلك لضمان المحافظة على المستوى نفسه من تغطية التدريب.
يجب أن تستعرف سياسة حول التدريب أثناء الخدمة, وبوضوح, مجالات التدريب ذات الأولوية والموارد المالية, وأن تكون الأساس لخطط التدريب ليتم التنسيق عن قرب مع القطاعات والشركاء المكتنفين على المستويات كافة.
حالياً: تأتي موارد تمويل معظم التدريب أثناء الخدمة في برامج صحة الأطفال والتدبير المتكامل لصحة الطفل في معظم البلدان في الإقليم من المانحين والوكالات الدولية, مما يجعل مستقبلها غامضاً عندما تتراجع هذه الموارد أو لا تتوفر . من ناحية أخرى: هناك أمثلة أيضاً على التزام قوي بالتدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل, مثل التزام عُمان التي استخدمت اعتماداتها المالية لدعمه .
قضية أخرى هي مدة التدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل, والتي تدوم 11 يوماً في شكلها المعياري . يتبع المقرر أسلوباً يتضمن تعرضاً كبيراً للممارسة السريرية لتمكين المشاركين من تقوية مهاراتهم السريرية ومهاراتهم في التواصل. على كل : تسبب المدة ابتعاد مقدمي الرعاية الصحية عن مرافقهم فترة طويلة نسبياً – أسبوعان غالباً – بما فيها وقت السفر, مما يجعل تكلفة كل مقرر ضخمة , وينزع للحد من السرعة التي يمكن من خلالها الحصول على تغطية أكبر في البلد .كما أنها تتطلب براعة فائقة من الميسرين أيضاً . أدخلت أساليب بديلة وجربت في بلدان قليلة في الإقليم لإنقاص مدة مقررات التدبير المتكامل لصحة الطفل . بذل جهد عند تطوير أسالب بديلة لضمان عدم وجود تسوية على حساب جودة معايير التدريب, والتي يجب أن تستجيب لنفس معايير الجودة الخاصة بالتدريب لمدة 11 يوماَ . تنقص كمية الممارسة السريرية المتوفرة في مقرر أقصر دون شك . على كل : يجب ملاحظة أن هذه الأساليب قد استهدفت الأطباء - أي فئة من المهنيين الصحيين يتوقع أن يكون لديها أرضية سريرية جيدة في هذه البلدان.
كانت الأساليب نوعية جداً للبلد ,ولذلك لا يمكن أن تستخدم بشكل آلي كنماذج لبلدان أخرى ,وخاصة عندما تكون السياقات ( البيئات ) التي أدخلت فيها مختلفة .تتضمن مقررات التدبير المتكامل لصحة الطفل الأقصر الموجهة للأطباء :
مقرراً مدته 7 أيام, أدخل في مصر , بعد عدة سنوات من تنفيذ المقرر الذي مدته 11 يوماً ,وظهور كادر خبير من الميسرين؛
مقرراً مدته 9 أيام في تونس؛
أظهرت زيارات المتابعة بعد هذا التدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل نتائج مشجعة. هناك حاجة لمزيد من التقييمات المعيارية لتوثيق فعاليتها.
كما طورت بعض البلدان – مثل مصر والجمهورية العربية السورية وتونس – مقررات تدريبية أقصر للتدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل مدتها 4 أيام موجهة بالكفاءة لفئات منتقاة من مقدمي الرعاية الصحية ( مثل الممرضات ) , مع التشديد في التدريب على ممارسة المهارات المطلوبة للمهام الجدية المعهودة إليهم ( مثل فرز الأطفال المرضى ).
لتدريب السريري على التدبير المتكامل لصحة الطفل للممرضات ، مصر
فرز الأطفال المرضى في المرافق الصحية
تنظيم العمل في المرفق الصحي
الأساس المنطقي
يتطلب إدخال مداخلة رعاية ذات جودة في مرفق صحي تحليلاً جيداً للوضع للتخطيط لكل عناصرها الداعمة الرئيسية بهدف إعداد المرفق للتنفيذ .
تبين أيضاً أن التقيد ببروتوكول التدبير المتكامل لصحة الطفل في تدبير طفل تحت سن الخامسة يستغرق وقتاً ؛وقد يكون هذا مقيِداً في مرفق فيه حمل مرتفع للحالات إذا نفذت كل المهام من قبل مقدم واحد للرعاية فقط ,دون تشارك المسؤوليات مع العاملين الآخرين في نفس المرفق.
القصية الآن هي كيفية إيتاء النطاق الكامل لرعاية ذات جودة للأطفال بشكل فعال بدلاً من تقصير العملية السريرية ونسيان بعض أوجه الرعاية الصحية . في الواقع ,كل أوجه رعاية الطفل الموصى بها في التدبير المتكامل لصحة الطفل مهمة لتعزيز صحة الأطفال, ويجب تضمينها في التدبير العلاجي لكل طفل.
أحد الأساليب الذي استخدم في الإقليم هو إعادة تنظيم العمل في المرفق الصحي , حيث يعمل أكثر من مقدم للرعاية الصحية – بما فيهم الأطباء ومساعدي الطبيب والممرضات والقابلات والمتطوعين الصحيين ...إلخ وإعادة توزيع المهام بهدف إيتاء رعاية ذات جودة بشكل فعال ضمن الموارد المتوفرة . استعرفت ثلاث خطوات رئيسية لهذا الهدف ( انظر لاحقاً ): الفرز، التدبير العلاجي السريري ، الاستنصاح.
الفرز
يجب أن يقيّم الأطفال المرضى بسرعة عندما يؤخذون إلى مرفق صحي ,وذلك حسب عدد من العلامات الخطيرة والوخيمة لاستعراف الأطفال الأعلاء بشدة, والذين يجب أن يراهم الطبيب أو مساعد الطبيب دون أي تأخير .
على سبيل المثال : يحتاج أي طفل غير واع أو نومان ، أو غير قادر على الشرب أو الرضاعة من الثدي ،أو لديه اختلاجات أو يتقيأ أي شيء إلى اهتمام مستعجل.
يمكن تدريس المهارات الأساسية لإنجاز هذه المهام في مقرر تدريبي لمساعدي الطبيب – والذي يركز على الفرز بشكل خاص.
يمكن تنفيذ مهام أخرى قبل أن يُرى الطفل من قبل الطبيب مثل الوزن ، أخذ درجة الحرارة ، تفحص حالة التمنيع ..إلخ. يتم استعراف الأطفال الذين يعانون من وزن منخفض (جداً) بالنسبة للعمر ويحتاجون استنصاحاً حول الإطعام مقدماً في هذه الطريقة ؛وكذلك المصابين بحمى ويحتاجون تقييماً بحثاً عن علامات وعلامات نوعية .
دربت فئات منتقاة من مقدمي الرعاية الصحية على المهام الجديدة الموكلة إليهم في مقررات أقصر مرتكزة على الكفاءة في بعض البلدان مثل مصر والجمهورية العربية السورية وتونس
يوفر التحري المسبق للأطفال المرضى, والذي يتحقق من خلال التدريب وإعادة توزيع المهام, الوقت ؛وقد يكون له أثر إيجابي على التدبير العلاجي الإجمالي للطفل.
التدبير العلاجي السريري
من المفيد جداً تكامل البروتوكولات السريرية قدر الإمكان .عملياً :مقدم الرعاية الصحية الذي يوصل الخدمات في مستوى الرعاية الصحية هو نفس الشخص عادة , بصرف النظر فيما إذا كانت الدلائل الإرشادية مأخوذة من برنامج أو آخر.
لقد كان هذا الجهد نحو تكامل الدلائل الإرشادية للتدبير العلاجي السريري صفة مميزة للتدبير المتكامل لصحة الطفل . يستخدم التدبير المتكامل لصحة الطفل أسلوباً شمولياً للتدبير العلاجي للطفل ؛وتوجه الدلائل الإرشادية مقدم الرعاية الصحية نحو الخطوات الرئيسية للعملية السريرية من التقييم إلى التصنيف والمعالجة والاستنصاح.
إذا تم فرز الأطفال ، يمكن للطبيب أو مساعده عندئذ أن يستفيد من وقته للتركيز على الفحص السريري للطفل المريض ووصف العلاج .تتبع حالياً بروتوكولات التدبير المتكامل لصحة الطفل الملاءمة حسب البلد على أنها المعيار للتدبير العلاجي للأطفال تحت سن الخامسة في البلدان والمناطق التي نفذت التدبير المتكامل لصحة الطفل .
وللتأكيد على أهمية الاستنصاح كمهمة رئيسية في التدبير العلاجي للحالة فإن بلداناً كثيرة في الإقليم تطلب من الطبيب أو مساعد الطبيب تنفيذ هذه المهمة كجزء من أسلوب التدبير المتكامل لصحة الطفل؛ في حين يفوَض هذا إلى العاملين المساعدين في بلدان أخرى. يعتمد القرار على اختيار من يجب عليه أن ينفذ هذه المهمة على نوعية العاملين في المرفق الصحي أيضاً.
لدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل الملاءمة حسب البلد
الاستنصاح
استنصاح القائمين على العناية بالأطفال وجه رئيسي من التدبير العلاجي الإجمالي. توكل معظم رعاية الأطفال إلى القائمين على العناية في المنزل سواء أكان ذلك مرتبطاً بإعطاء الأدوية ( مثل المضادات الحيوية ، مضادات الملاريا ، أملاح تعويض السوائل عن طريق الفم .. ) أو الإطعام ،أو إعطاء السوائل, أو طلب الرعاية الفورية ؛وبذلك يجب استنصاح القائمين على العناية بشكل مناسب .
يتطلب الاستنصاح مهارات تواصل بين الأفراد, والتي غالباً لا يتم تدريسها في الكليات الطبية وكليات المهن الصحية المساعدة - أو تدرس بشكل غير كاف . وغالباً ما يتصورها مقدمو الرعاية الصحية على أنها مهمة مستنفدة للوقت وقليلة الأهمية ؛ والنتيجة هي أنه غالباً ما يتم إرشاد القائمين على العناية بشكل سيء إلى كيفية رعاية أطفالهم في المنزل ,ومن المستبعد رعايتهم بشكل ملائم ,كما تشير المسوحات.
قد لا يتلقى الطفل رعاية مناسبة رغم المشاورة مع مقدم الرعاية الصحية ؛ وقد تكون الحصيلة ضعيفة , وقد تتطلب مزيداً من الاستشارات لأن حالة الطفل لم تتحسن أو أنها تزداد سوءاً ؛وسوف تضيع بعض الموارد العائلية وموارد النظام الصحي المستثمرة.
يشدد التدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل والمتابعة على أهمية الاستنصاح . يمكن للاستنصاح أن يتم من قبل الطبيب أو مساعد الطبيب نفسه ,أو من قبل عاملين آخرين موجودين في المرفق ,مثل الممرضات والمثقفين التغذويين والمتطوعين الصحيين ..إلخ بعد تدريب مناسب .
وبسبب الأهمية التي يلعبها الاستنصاح حول التغذية على صحة الطفل فقد أجرى برنامج صحة الأطفال والمراهقين ونمائهم في المكتب الإقليمي مراجعة للمواد التدريبية لمنظمة الصحة العالمية للاستنصاح حول الإرضاع من الثدي مرتكزة على الخبرة الوطنية في إعطاء هذه المقررات . تتضمن المواد التدريبية للاستنصاح حول إطعام الرضيع والطفل الصغير قسماً حول الإطعام المكمل والإطعام في ظروف خاصة ,وهو متوفر باللغة العربية حالياً ؛وهناك خطط لترجمته إلى اللغة الإنكليزية .
لمواد التدريبية الإقليمية على الاستنصاح حول إطعام الرضيع والطفل الصغير
إعداد المرفق الصحي
من الضروري إعداد المرفق الصحي قبل تدريس العاملين التدبيرَ المتكامل لصحة الطفل لضمان تحديد المسؤوليات الواضحة للعاملين في المرفق وتنظيم العمل وإعادة ترتيبه ليعكس مهام التدبير العلاجي للحالة التي تدرَّس في مقرر التدريب حسب الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل.
تم التبشير لهذا العمل التحضيري بقوة في الإقليم . تضمن الإعداد الخطوات التالية في بلدان عديدة ( انظر القسم : تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل بناء على خبرات البلد الفردية )
مراجعة مسؤوليات العاملين
إعادة ترتيب انسياب المرضى
توفير الأدوية والتجهيزات
مراقبة الفريق المركزي أو فريق المنطقة الصحية للعمل التحضيري لدعم العملية وضمان جاهزية المرافق للتنفيذ.
لوحات المجريات المطورة في جيبوتي ومصر وتونس كجزء من التدبير المتكامل لصحة الطفل أمثلة على كيفية تنظيم العمل في مرفق نفذ فيه التدبير المتكامل لصحة الطفل : تشير لوحات المجريات إلى كل الأطفال الذين أحضروا إلى المرفق كنقطة دخول سواء أحضروا بسبب مرض أو إلى عيادة الطفل المعافى).
إدارة الأدوية واللقاحات والإمدادات
توافر الأدوية واللقاحات أمر حاسم لتوفير رعاية ذات جودة . من المرجح أن يكون أثر تدريب مقدم للرعاية الصحية على التدبير العلاجي السريري لأمراض الطفولة الشائعة بحدوده الدنيا إذا افتقد مقدم الرعاية الصحية في مرفقه الصحي بعد التدريب وسائل الدعم لتطبيق ما تعلمه ,مثل الأدوية الأساسية و أو إذا لم يتمكن الطفل المريض من الوصول إلى هذه الأدوية .
يجب أن تكون الأدوية الأساسية من جودة مضمونة ومتوفرة بانتظام وميسورة التكلفة للذين يحتاجونها , خاصة الفقراء والمحرومين , والذين هم الأكثر عرضة للمرض .
تتضمن الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل الملاءمة حسب البلد قائمة محدودة من الأدوية الرئيسية لتدبير الحالات الصحية ذات الأولوية عند الأطفال تحت سن الخامسة في العيادة الخارجية , وذلك بالتوافق مع مبادئ مفهوم الأدوية الأساسية. يجب أن تراجع قوائم الأدوية الأساسية الوطنية عند وجودها لضمان اشتمالها على الأدوية الموصى بها في الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل ,وذلك على مختلف مستويات نظام الرعاية الصحية ,ولاستخدامها من قبل فئات مقدمي الرعاية الصحية المستهدفين بالتدبير المتكامل لصحة الطفل.
بينت زيارة المتابعة والمسوحات في التدبير المتكامل لصحة الطفل ,والتي أجريت في الإقليم ,بعض التحسن في توافر الأدوية في المرافق المنفذة للتدبير المتكامل لصحة الطفل . على كل, لقد ذكرت مشكلات في توافر الأدوية القابلة للحقن قبل الإحالة والمضادات الحيوية من النمط الثاني أيضاً. يبقى توفير الأدوية الأساسية بشكل منتظم وبتكلفة ميسورة قضية كبرى في مواقع كثيرة.
لقد ذكر استعمال أكثر ملاءمة للأدوية – خاصة المضادات الحيوية - من قبل مقدمي الرعاية الصحية المدرَبين على التدبير المتكامل لصحة الطفل في الإقليم بشكل مشابه لما لوحظ في تقييم التدبير المتكامل لصحة الطفل المتعدد البلدان . وهذا يساهم في إنقاص الهدر ,وتحسين توافر الأدوية للحالات التي تحتاجها فعلاً ,ويضمن استخدام الموارد القليلة بشكل مناسب , سواء تم توفيرها من قبل النظام الصحي أو من الأسرة.
طورت مصر- ضمن سياق التدبير المتكامل لصحة الطفل – حزمة لإدارة الأدوية كمعين تدريبي للعاملين الذين يديرون الأدوية في مستوى المرافق الصحية وعلى مستوى المنطقة الصحية .وقد كان ذلك جهداً تعاونياً من برنامج صحة الأطفال والمراهقين ونمائهم وبرنامج الأدوية الأساسية والبيولوجيات في المكتب الإقليمي ، وقسم الصيدلانيات والإدارة العامة لبرامج أمراض الطفولة في وزارة الصحة والسكان في مصر . يجب أن تتوفر اللقاحات بانتظام – كما في الأدوية – بالترافق مع المعدات والتجهيزات اللازمة لحفظها وإيصالها ( سلسلة باردة ) ولإعطائها ( محاقن ، إبر ) بشكل مناسب.
أوصت الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل بالتحري الروتيني عن حالة التمنيع لأي طفل يؤتى به إلى مرفق صحي – سواء أكان عليلاً أو صحيحاً ,وذلك بهدف زيادة فرص التمنيع بالتوافق مع سياسات التمنيع الوطنية .
قائمة الإمدادات الأخرى المطلوبة للتدبير المتكامل لصحة الطفل في الرعاية الصحية الأولية قصيرة (مختصرة) وتتضمن , إضافة إلى الماء والأدوية ,مواد أساسية مثل المواد اللازمة لوزن الطفل وأخذ درجة حرارته وعد سرعة التنفس وإعداد محاليل تعويض السوائل عن طريق الفم واستنصاح الأم (بطاقة استنصاح الرعاية المنزلية ) وتسجيل المعلومات وتبليغها.
يزود إعداد المرافق الصحية قبل تدريب مقدمي الرعاية الصحية على التدبير المتكامل لصحة الطفل والقيام المنهجي بزيارات المتابعة بعد التدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرافق الصحية للمتدربين , يزود بوسائل للتحقق فيما إذا كانت بيئة النظام الصحي الداعمة موجودة لتمكّن مقدم الرعاية الصحية المتدرب من إيتاء خدمات صحية ذات جودة للأطفال ,كما تساعد في إثارة قضايا مع هيئات المنطقة الصحية المحلية لمزيد من المتابعة .
كما تجمع معلومات حول توافر الأدوية واللقاحات والإمدادات الأخرى خلال مسوحات التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرفق الصحي , وتذكر في التقارير ذات الصلة.
لأدوية الأساسية والسياسات الدوائية
لدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل الملاءمة حسب البلد
قائمة الأدوية المتضمنة في الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل حسب البلد
زيارات المتابعة في التدبير المتكامل لصحة الطفل
مسوحات التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرفق الصحي
مسوحات التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرفق الصحي
تقييم التدبير المتكامل لصحة الطفل المتعدد البلدان
سياسات التمنيع الوطنية في الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل
الإحالة
تمثل رعاية الإحالة خطوة مهمة في التدبير العلاجي للطفل المريض . أحد الأوجه الرئيسية للتدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل هو تدريب مقدم الرعاية الصحية الأولية على تمييز الأطفال الذين يعانون من حالات وخيمة ويتطلبون تدبيراً علاجياً مستعجلاً في المستشفى . تعتبر هذه الحالات طوارئ طبية على ذلك المستوى من النظام الصحي.
المعالجة قبل الإحالة
يدرب مقدم الرعاية الصحية - من أجل ذلك - على إعطاء أي معالجة مستعجلة قبل الإحالة عند الحاجة للتخفيف من تأخير المعالجة المبدئية في موقع الإحالة الناجمة عن الوقت الطويل الذي قد تستغرقه عملية الإحالة . تحدث الكثير من الوفيات في الحالات الوخيمة عملياً في الطريق إلى المستشفى أو خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من دخول المستشفى . يلعب مقدم الرعاية دوراً مهماً في نصح ودعم القائم على العناية بالطفل المريض بشرح ضرورة أخذه إلى المستشفى دون تأخير وتجاوز العوائق الثقافية الموجودة.
تقييم فرز الطوارئ
تقييم فرز الطوارئ – للتحري السريع عن الأطفال المرضى حال وصولهم إلى المستشفى – والمعالجة مجال رئيسي من إدارة الإحالة. طور مقرر تدريبي من قبل منظمة الصحة العالمية هو " مقرر تقييم فرز الطوارئ والمعالجة "
كما تم التشديد على هذا المجال في الدلائل الإرشادية للرعاية في المستوى الأول للإحالة في البلدان النامية متساوقاً مع أسلوب التدبير المتكامل لصحة الطفل للرعاية في العيادة الخارجية . ولذلك طورت منظمة الصحة العالمية كتيباً إرشادياً مرجعياً : "تدبير الطفل المصاب بعدوى خطيرة أو سوء تغذية شديد" ؛وقد ترجم المكتب الإقليمي الوثيقة إلى اللغة العربية لجعلها متوفرة لقطاع أعرض في الإقليم .
الهدف هو توفير معالجة فورية طارئة عند الحاجة ,مع إعطاء الأولوية للحالات الوخيمة على المرضى المنتظرين الآخرين ,وتمييز الحالات الطارئة وذات الأولوية عن تلك التي لا تحتاج رعاية مستعجلة .
كما طُور كتيب إرشادي بحجم الجيب حول رعاية الأطفال في المستشفى , وذلك لرعاية المرضى الداخليين الذين يعانون من أسباب رئيسية لوفيات الأطفال في المستشفيات الصغيرة في البلدان ذات الموارد المحدودة . وقد ترجم الكتاب إلى أكثر من 20 لغة .
كتاب جيب عن رعاية الأطفال في المستشفى : دلائل إرشادية لتدبير الأمراض الشائعة مع موارد محدودة.
مقرر تقييم فرز الطوارئ والمعالجة
قضايا أخرى تهتم بتوفير ارتجاع من وحدة الإحالة إلى المركز الصحي المحول.
عندما تكون الإحالة غير ممكنة
يكون الوضع أكثر تعقيداً عندما تكون الإحالة غير ممكنة, والذي لم يناقش بشكل كاف بعد. قد تجد العائلات ,وخاصة الفقيرة والمحرومة ,صعوبة في إيجاد موارد لتحمّل نفقات النقل إلى موقع الإحالة -عندما يكون النقل متوفراً – وكل الإنفاقات الأخرى المرتبطة في حال إدخال الطفل إلى المستشفى مالم توجد جداول للتمويل ,وتحشد موارد مجتمعية .
لدى الأمهات – وهن المصدر الرئيسي لرعاية الأطفال في معظم الحالات- التزامات تجاه بقية أفراد العائلة أيضاً ,وقد يضطررن للانخراط في أنشطة استجلاب الدخل لدعم عائلاتهن ؛وقد يكنّ غير قادرات على إبقاء الطفل في المستشفى عند الضرورة . كما قد يكون إدراك جودة الرعاية المقدمة على مستوى الإحالة منخفضاً أيضاً ,ويؤثر على القرار بمعالجة الطفل في المجتمع.
دعم النظام والمجتمع للإحالة
تؤكد هذه القضايا , وغيرها , على أهمية وضرورة أن تتم مناقشة قضايا النظام الصحي ( أي التمويل الصحي لضمان إتاحة عادلة إلى الرعاية في المستشفى أيضاً ) وقضايا مجتمعية ( مثل آليات الدعم ) مع بعض - إضافة إلى الرعاية السريرية . وهي تدعم وجهة النظر القائلة: يجب أن تتم رعاية الأطفال ,وتنفذ, بشكل شامل, بدلاً من أن تقدم كسلسلة من البرامج العمودية أو المداخلات المستقلة.
وفي حين يُتوقع من مستشفى الإحالة أن يوفر تدبيراً علاجياً ذا مستوى أعلى للحالات الوخيمة ؛إلا أنه يتطلب , في الواقع , مزيداً من ترقية مهارات التدبير العلاجي السريري للعاملين فيه؛ لذلك إن إحالة طفل هو جزء من الحل فقط.
الإحالة بسبب مشكلات في الإرضاع من الثدي
يتعلق مجال خاص من الإحالة بالأمهات اللواتي يعانين من مشكلات في الإرضاع من الثدي.
توفر بعض البلدان المنفذة للتدبير المتكامل لصحة الطفل تدريباً على الاستنصاح حول الإرضاع من الثدي كجزء من استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل ,وذلك لعدد من مقدمي الرعاية الصحية من مرافق صحية منتقاة ,لمزيد من تعزيز مهارات الاستنصاح لديهم وقدرتهم على التعامل مع مشكلات الإرضاع من الثدي عند الأمهات المحالات.
لتدبير العلاجي للأطفال المصابين بعدوى خطيرة أو سوء تغذية شديد
كتاب جيب حول رعاية الأطفال في المستشفى
نظام المعلومات الصحية
المعلومات الصحية مكون أساسي من أي نظام صحي, فهي ضرورية لتنوير السياسات وعملية التخطيط.
يجب أن تكون المعطيات - حتى تكون مفيدة:
سهلة الجمع – بدلاً من أن تتطلب وقتاً طويلاً جداً من مقدمي الرعاية الصحية .
يعول عليها ،وتتوفر بطريقة فورية عبر النظام
محولة إلى معلومات لتستخدم لصنع القرار
مرتجعة بشكل محبب للمستخدم , ويفضل على بشكل خرائط ومخططات ,بدلاً من الجداول ,كلما أمكن ذلك, إلى أولئك الذين يجمعونها للاستخدام على مستواهم أيضاً.
مراقبة جودة المعطيات المجمعة وتوفير ارتجاع فوري ,مثلاً خلال الزيارات الإشرافية أو الاجتماعات السنوية لمدراء البرامج, وجه مهم لإدارة المعطيات أيضاً . تشير الخبرة إلى أن عملية الارتجاع حاسمة لتحسين المعولية على تسجيل المعطيات والتبليغ عنها .
تعاني نظم المعلومات الصحية , لسوء الحظ, من حالات ضعف كثيرة غالباً . بل أكثر من ذلك ، قد تطور البرامج العمودية استماراتها الخاصة للتسجيل غالباً ,ونظماً للتبليغ لمراقبة إنجاز البرامج بشكل أوثق وبالتفصيل ؛ ولسوء الحظ يترجم هذا إلى إرهاق لنظام معلومات صحي سيء الأداء أصلاً.
في نهاية المطاف: هناك دائماً مقدم واحد للرعاية الصحية ,والذي يفترض أن يقدم الرعاية لكل شيء : يجب أن توجه هذه الحقيقة القرارات - حتى ولو كانت تعني التخلي عن نظم طموحة . من المهم الآن إيجاد التوازن الصحيح . شعرت بلدان كثيرة في الإقليم – عند إدخال التدبير المتكامل لصحة الطفل – بضرورة جمع المعلومات لمراقبة التنفيذ وإنجاز مؤشرات الحصيلة المتوسطة . إحدى التحديات هي جعل تصانيف التدبير المتكامل لصحة الطفل الموجهة بالفعل على مستوى الرعاية الصحية الأولية، منسجمة مع تصانيف نظم المعلومات الصحية الموجهة بالمرض.
أدخلت بلدان استمارات التسجيل السريري الخاصة بالتدبير المتكامل لصحة الطفل المستخدمة خلال مقرر التدريب عليه في المرافق الصحية, لأن مقدمي الرعاية الصحية قد دربوا على استخدامها ووجدوها دليلاً مفيداً للتدبير العلاجي السريري للطفل.
واعتماداً على هذه الاستمارات : أدخلت بعض البلدان ( مثل مصر ، جيبوتي ، السودان ، الجمهورية العربة السورية ، تونس ) ,أو عدلت , سجلات الأطفال تحت سن الخامسة بإدخال معلومات مناسبة لأن تلخص وتبلغ إلى المستوى الأعلى شهرياً.
في بعض الحالات ( مثل مصر ، جيبوتي ، الجمهورية العربية السورية ) :عدلت تصانيف نظم المعلومات الصحية لتشمل تصانيف التدبير المتكامل لصحة الطفل مبسِّطة مهمة التسجيل والتبليغ على مستوى الرعاية الصحية الأولية . تحتاج هذه الأساليب للتقييم .
الإشراف
يلعب الإشراف دوراً رئيسياً في المحافظة على جودة إنجاز مقدمي الرعاية الصحية وجودة الخدمات التي يؤدونها . الارتجاع الداعم موضع تقدير أيضاً من قبل مقدمي الرعاية الصحية, ويساعد على تحفيزهم في عملهم .على كل, الإشراف الروتيني أحد المجالات الأضعف في الكثير من المواقع في البلدان النامية . إن عدم وجود وسائل للنقل أو الوقود أو الموارد المالية ,إضافة إلى التدريب غير الكافي على المهارات الإشرافية والاقتراب من الإشراف ومواقف المشرفين ,هي بعض المقيدات المبلغة عن الإشراف.
عززت برامج منظمة الصحة العالمية المرتبطة بصحة الأطفال ,وعلى مدى السنوات ,مفهوم الإشراف كإشراف داعم وفرصة لتقوية الخدمات بما في ذلك التدبير العلاجي السريري, ليحل محل الفكرة المتأصلة بعمق عن الإشراف " كتفتيش رسمي " أو مهمة إدارية محضة .
استخدم الأسلوب المعياري لزيارات المتابعة بعد التدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل في كل البلدان المنفذة له في الإقليم لتعزيز مهارات مقدم الرعاية الصحية ,ولتحسين عناصر دعم النظام الصحي في المرفق الصحي .لم تناقش موجودات الزيارات مع العاملين في المرفق فقط ,وإنما أرسلت بتقارير إلى المكاتب الصحية في المنطقة الصحية من أجل فعل داعم .
على كل : يستقبل مقدمو الرعاية الصحية المدرَبون على التدبير المتكامل لصحة الطفل زيارات متابعة قليلة فقط ( واحدة إلى اثنتين بالمتوسط ) خلال الأسابيع و / أو الأشهر القليلة الأولى من التدريب , وبعدها تتخلى زيارات المتابعة عن ذلك للإشراف الروتيني ,والذي يجب أن يحسن المستويات والمعايير التي تم تحقيقها في أول الأمر أكثر - أو أن يحافظ عليها على الأقل .
تشير المعلومات من المراجعات ,والمعطيات من مسوحات المرافق الصحية المنفذة للتدبير المتكامل لصحة الطفل أن هناك الكثير مما يجب فعله لتحسين الإشراف الروتيني. وتبعاً لهذه الموجودات : يختلف تواتر الإشراف بشكل ملحوظ من مكان إلى آخر ؛ تتلقى نسبة صغيرة فقط من المرافق التي تتم زيارتها إشرافاً سريرياً ,وتعتبر الموجودات المسجلة في كتاب إشرافي مرجعاً للعاملين في المرفق والمتابعة المستقبلية.
بذلت جهود لتحسين جودة الإشراف في صحة الأطفال في بلدان منتقاة .طورت قوائم تفقد للإشراف المتكامل في بلدان عديدة ( مثل جيبوتي ، مصر ، جمهورية إيران الإسلامية ، الجمهورية العربية السورية ، تونس ) لتقييس مكون صحة الأطفال في الإشراف الروتيني ,رغم أن أثرها ما زال بحاجة لتقييم مناسب .
طورت حزمة للتدريب على مهارات الإشراف في مصر على مستوى المحافظات والمناطق الصحية والمرافق الصحية . على كل : يشكل تطوير قوائم التفقد وتدريب المشرفين على استخدامها إحدى القضايا فقط. يتطلب الإشراف -كما هو الحال بالنسبة لعناصر النظام الصحي الأخرى- أسلوباً أكثر شمولية .
زيارات المتابعة في التدبير المتكامل لصحة الطفل
مسوحات التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرفق الصحي
رضا المراجع
إن رضا المراجع محدد مهم لاستخدام الخدمات الصحية .لا تحتاج الخدمات الصحة الأساسية ذات الجودة لأن تتمتع بإتاحة الوصول العامة فقط, بل للاستخدام من قبل أولئك الذين استهدفتهم أيضاً .
يتضمن رضا المراجع أوجهاً من الرعاية ذات الجودة المحددة في كل من الطريقة التي ينظر فيها المهنيون الصحيون تقليدياً لها ( مثل ممارسات التدبير العلاجي السريري الجيد ، توافر الأدوية ..إلخ ) وحسبما يتم إدراكها من قبل المجتمع ( مثل وقت الانتظار ، التفاعل مع مقدم الرعاية ..إلخ )
هناك بينة على أن القائمين على العناية بصحة الأطفال ( المراجعين ) غالباً ما يكونون راضين عن الخدمات التي يتلقونها في المرافق التي نفذت التدبير المتكامل لصحة الطفل .
تبين نتائج التقييم المتعدد البلدان للتدبير المتكامل لصحة الطفل أن إدخال التدبير المتكامل لصحة الطفل قد ترافق مع زيادة استخدام الخدمات الصحية للأطفال في العيادة الخارجية المرتكزة على المرفق.
ضمنت معظم البلدان في الإقليم أسئلة حول رضا القائمين على العناية في زياراتها المعيارية لمتابعة مقدمي الرعاية الصحية بعد التدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل .تبين الموجودات مستوى جيداً من رضا القائمين على العناية غالباً.
تم الحصول على موجودات مشابهة من مسوحات التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرافق الصحية . وأكثر ما أدركه القائمون على العناية هي طريقة فحص الأطفال من قبل مقدم الرعاية الصحية المدرَب على التدبير المتكامل لصحة الطفل والمعالجة والمعلومات المقدمة وموقف مقدم الرعاية. كل هذه الأوجه جزء متكامل من أسلوب التدبير المتكامل لصحة الطفل ,والذي يمكنه – عندما ينفذ بشكل مناسب – أن يساهم بجعل الخدمات الصحية أكثر جاذبية للمراجعين ,وأن يحسن سمعتها.
تقييم التدبير المتكامل لصحة الطفل المتعدد البلدان
مسوحات التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرفق الصحي
التقييم والبحوث
التقييم
يلعب التقييم دوراً مهماً في صحة الأطفال ,ودوراً أكثر في الصحة العمومية عموماً . يجب مراقبة التقدم نحو الأهداف الموضوعة أصلاً بشكل دوري لمعرفة إن كان تنفيذ الاستراتيجية يتحرك بالاتجاه الصحيح ,ولتعديل الخطط حسب الموجودات .
تجري البلدان ,قبل أن تبدأ توسيع الأنشطة المرتبطة بالتدبير المتكامل لصحة الطفل في البلد ,مراجعة رسمية لتلخص الدروس المستقاة ولتخطط للتوسع اعتماداً على الموجودات . أجرت معظم البلدان في الإقليم ,وعلى مدى السنوات, مثل هذه المراجعات بتعاون وثيق مع المكتب الإقليمي . أوصى المكتب الإقليمي أيضاً بأن تراجع البلدان ,وبشكل دوري, تنفيذ البرامج خلال طور التوسع أيضاً, وخاصة عندما تتم تغطية نسبة كبيرة من المرافق الصحية .لقد اقترح أسلوب لهذا الهدف يتضمن إعداد وثيقة أرضية (ملابسات) يتلوه عقد ورشة .
كما تستخدم المعطيات المجمعة خلال زيارات المتابعة المنفذة بعد التدريب على التدبير المتكامل لصحة الطفل كقاعدة بيانات لمراقبة إنجاز مقدم الرعاية الصحية والنظام الصحي في المرافق التي نفذت التدبير المتكامل لصحة الطفل .
ورغم تغطية عدد معقول من المرافق الصحية في بلد خلال طور التوسع ,فإن بلداناً قليلة نفذت مسوحات للمرفق الصحي حول جودة الخدمات الصحية للأطفال في العيادة الخارجية أو مسوحات التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرفق الصحي بتعاون وثيق مع المكتب الإقليمي وبدعم كامل منه .تم ملاءمة المنهجيات في الإقليم للحصول على استجابة أفضل لاحتياجات البلد ولتحليل المعلومات المجمعة بالتفصيل .
توفر هذه المسوحات ,بالطريقة التي نفذت فيها في الإقليم , كمية جوهرية من كل من المعلومات الكمية والكيفية المفيدة لإعادة توجيه الأولويات والتنفيذ حسب الحاجة ,ومراجعة الخطط والدفاع عن السياسات .
يؤمل توفر المزيد من الموارد المالية لصحة الأطفال في المستقبل ,لتمكّن من القيام بتقييمات في بلدان أخرى أيضاً ,والتي أبدت اهتماماً بها. ويساعد هذا في توثيق إنجاز المؤشرات الموجهة بالحصيلة بمعطيات واقعية ؛ويساعد ,بشكل غير مباشر, في تقدم النظام الصحي نحو المرامي الإنمائية للألفية أيضاً.
البحوث
البحوث مجال رئيسي للتطور والتنمية . تم تنسيق معظم البحوث ذات الأولوية في صحة الأطفال في منظمة الصحة العالمية من قبل المركز الرئيسي للمنظمة في جنيف.
باشر المكتب الإقليمي حديثاً في بعض الأعمال البحثية لمناقشة المشكلات المستجدة في صحة الأطفال في الإقليم, مثل الإصابات ,وبذلك يستجيب لاحتياجات البلد.
كما أُطلقت مبادرة جديدة على أساس تجربي لاستعراف أولويات بحوث التنفيذ لإنقاص وفيات الولدان والأطفال في بلدان منتقاة في الإقليم . تتبع العملية المنهجيات المنظمةَ لمبادرة صحة الطفل وبحوث التغذية ؛وتهدف لاستعراف وترتيب أولويات العوائق أمام تنفيذ مداخلات الصحة العمومية الهادفة لإنقاص الوفيات في الولدان والأطفال في البلد