يشكل الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة مجالا ناشئا من مجالات الاهتمام في مجال الصحة العامة العالمية. وقد أظهرت الأدلة أن السنوات الأولى من الحياة تحدد وتؤثر على الصحة والرفاه والسلوك والوظائف المعرفية للناس. فالكشف المبكر والتدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة يحسن كثيراً من فرص اندماجهم ورفاهيتهم وإنتاجيتهم على مدى الحياة، وتوفر سنوات الطفولة المبكرة فرصة هامة لبناء قاعدة قوية. ولسوء الحظ، ليس كل الأطفال قادرين على الوصول إلى كامل إمكاناتهم، ويرجع ذلك أساسا إلى المشاكل التغذوية والعوامل الهيكلية المتصلة بالفقر والتعليم وغير ذلك من المحددات الاجتماعية للصحة.
ويوفر النظام الصحي منبرا ممتازا للتدخلات الخاصة بتنمية الطفولة المبكرة. ويقدم نقاطا متعددة للتفاعل خلال السنوات الأولى من الحياة، والتي يمكن أن تتيح فرصا جيدة لتعزيز التدخلات من أجل تنمية الطفولة المبكرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النظام الصحي لديه القدرة على الوصول عالمياً إلى الأطفال وأسرهم، وهناك بالفعل مستوى كاف من الثقة في مقدمي الرعاية الصحية.
وتدعو منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط إلى توسيع نطاق جميع التدخلات القائمة على الأدلة والفعالة من حيث التكلفة لتنمية الطفولة المبكرة ضمن برامج صحة الطفل الموجودة ومناهجها. وتدعو أيضا إلى إدماج أنشطة تنمية الطفولة المبكرة في جميع الخطط الاستراتيجية وخطط الصحة الإنجابية وصحة الأم والوليد والطفل والمراهق في حقبة ما بعد عام 2015. وأدرجت المبادئ التوجيهية بشأن "الرعاية من أجل التنمية" في المبادئ التوجيهية للإدارة المتكاملة لصحة الطفولة.
وتشتمل الأمثلة القطرية لجوانب التنمية النفسية والاجتماعية لرعاية الطفل المدرجة في المبادئ التوجيهية للإدارة المتكاملة لصحة الطفولة على المبادئ التوجيهية التي وضعت في المغرب وعمان والجمهورية العربية السورية وتونس.
المواقع ذات الصلة
تعزيز النماء في مرحلة الطفولة المبكرة: من المنظور العملي إلى التنفيذ على نطاق واسع