4 حزيران/يونيو 2018 - تحتفل منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة وآلاف المجتمعات والمنظمات باليوم العالمي للبيئة في 5 حزيران/يونيو من كل عام. وشعار اليوم العالمي للبيئة لهذا العام هو "التغلب على التلوث البلاستيكي" - وهو دعوة للعالم أجمع للعمل معاً لمواجهة تحدياً من أكبر التحديات البيئية في عصرنا، ولرفع الوعي العالمي إزاء الحاجة إلى الحد من العبء الثقيل للتلوث البلاستيكي على صحة الناس، ومواجهة ما يشكله من تهديدٍ للبيئة والحياة البرية.
وبالرغم من أن العالم قد استفاد استفادة قيمة من استخدام البلاستيك، الذي أحدث طفرة في الحياة اليومية للناس إلا أنه لا يمكن التغاضي عن الآثار الإيكولوجية السلبية والأضرار الصحية الناجمة عن إساءة استخدام البلاستيك والإفراط في استعماله، حيث يظل موجوداً في البيئة لفترة طويلة إذ أنه لا يتحلل حيوياً، ولكن يتكسر إلى أجزاء أصغر وأدق.
وعندما يتحلل البلاستيك، تنبعث منه مواد كيميائية خطيرة على الصحة، والبيئة والحياة البرية. ويؤدي حرق النفايات التي تحتوي على بلاستيك إلى انبعاث بعض المواد الكيميائية المسرطنة مثل الديوكسين - وهو الاسم الشائع لهذه المجموعة من المواد الكيميائية السامة. والديوكسين مادة سامة للبشر، حيث تتراكم في جسم الإنسان عند استنشاقها من خلال التعرض لأبخرتها، ويمكن أن تنتقل من الأم إلى الجنين عبر المَشيمة. كما تتساقط مادة الديوكسين في المجاري المائية وعلى المحاصيل عندما تلتصق بذرات الغبار.
ويشكل البلاستيك 10% من إجمالي حجم النفايات التي ننتجها، الأمر الذي لا يعَد مستغرباً إذا أخذنا في الحسبان النقاط التالية:
يستخدم العالم 500 مليار كيس بلاستيك سنوياً؛
ينتهي المطاف بما لا يقل عن 8 ملايين طن من البلاستيك سنوياً في المحيطات، أي ما يوازي حمل شاحنة ممتلئة بالمخلفات في كل دقيقة؛
في العقد الماضي، أنتجنا بلاستيك أكثر مما أُنتج على مدار القرن الماضي بأكمله؛
50% من البلاستيك الذي نستخدمه من النوع الذي يُستخدم لمرة واحدة أو غير القابل للاستعمال مرة أخرى؛
نحن نشتري مليون زجاجة بلاستيكية في كل دقيقة.
وفي إقليم شرق المتوسط يُعزى 22% من عبء المرض (والذي يرتفع إلى 30% بين الأطفال) إلى عوامل الخطر البيئية بما في ذلك التلوث البيئي، مما يتسبب في وقوع أكثر من 100 مرض من الأمراض السارية وغير السارية، فضلاً عن الإصابات. وتشير التقديرات إلى وفاة حوالي 854000 شخصٍ سنوياً قبل الأوان نتيجة للعيش أو العمل في بيئات غير صحية - أي نحو وفاة واحدة من بين كل 5 وفيات في الإقليم. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام المفزعة إذا لم تتخذ تدابير فورية لمنع التلوث، وتغيير أنماط حياة الناس، والحد من أنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين.
ويهدف اليوم العالمي للبيئة في عام 2018 إلى حفز الحكومات، ودوائر الصناعة، والمجتمعات المحلية، والأفراد كي يتحدوا لمجابهة التلوث البلاستيكي وإيجاد بدائل مستدامة. ونحن في أمس الحاجة إلى خفض إنتاج البلاستيك والإفراط في استعماله، لا سيّما البلاستيك الذي يُستخدم لمرة واحدة، خاصةً بعد أن اجتاح محيطاتنا والبيئة البحرية ودمر النظم الإيكولوجية وأصبح يهدد صحة البشر.
إن اليوم العالمي للبيئة منذ تدشينه في عام 1972 بصفته مناسبة عالمية يشرف عليها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، قد أصبح منبراً للتوعية العامة واحتفالاً يعتبر الأكبر من نوعه بالبيئة في كل عام.
المواقع ذات الصلة
تغلب على التلوث: وقّعْ على التعهد