24 كانون الثاني/يناير 2017
أصحاب المعالي والسعادة،
أتشرف اليوم شرفًا عظيمًا وأفتخر بتقديم خالص الشكر والتقدير إلى أعضاء المجلس التنفيذي لدعمهم ترشيحي من قبل اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط، ولإعطائي هذه الفرصة العظيمة لتولي منصب المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط.
أصحاب المعالي والسعادة،
اسمحوا لي أن ابدأ بالإعراب عن تقديري العميق وخالص امتناني للمديرة العامة الدكتورة مارغريت تشان على دعمها الكبير وعلى إعطائي الفرصة لزيارة العديد من المكاتب الإقليمية بناء على توجيهها وإرشادها والتي كانت بلا شك تجربة مثمرة ومفيدة لي. وأود أيضا أن أشكر الدكتور علاء الدين العلوان الذي تولى قيادة الإقليم للأعوام الخمسة الأخيرة بكفاءة واقتدار ولجهوده الكبيرة التي بذلها من أجل الإقليم.
وفي البيان الذي أدليت به خلال اللجنة الإقليمية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي ألقيت الضوء على بعض التحديات، وعرضت بعض الأولويات كي تؤخذ في الحسبان، من أجل تمكين الإقليم من التغلب على هذه التحديات. وأنا هنا أتعهد بالتحرك الفوري والعمل بجد من أجل تنفيذ التغييرات المقترحة التي دعوت لها، ويجب حشد كل الجهود الممكنة والمتاحة على الفور من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذه التحديات، ويتعين أن تبدأ الأعمال من الآن.
وأنا هنا أعدكم بوضع منظمة الصحة العالمية في الخط الأمامي لتقديم الدعم التقني والإداري اللازم لجميع الدول الأعضاء في الإقليم من خلال العمل المشترك معهم عن كثب. وأعتقد أنه لا يمكننا تحقيق أية تغييرات ملموسة إذا كنا بعيدين كل البعد عن المجالات التي تمس فيها الحاجة إلى هذه التغييرات.
لحسن الطالع، تمتلك منظمة الصحة العالمية الدراية الفنية والاستعداد للاستجابة لاحتياجات البلدان. إن برنامج العمل العام للأعوام 2014-2019، والميزانية المفصّلة لبرنامج الثنائية قد حددا مجالات الأولوية الرئيسية للبلدان التي تدعمها منظمة الصحة العالمية كعمل تقني، والرؤية لرأب الثغرات وزيادة تعزيز المجالات الخمسة ذات الأولوية القصوى وتطويرها والتي ستمثل جدول الأعمال الرئيسي أثناء فترة ولايتي. وهي تشمل ما يلي:
التصدي لحالات الطوارئ
تعزيز النظم الصحية
مكافحة الأمراض السارية وغير السارية
الحد من وفيات الأمهات ووفيات الأطفال
معالجة أوجه التفاوت بفعالية من خلال التركيز على المحددات الاجتماعية للصحة.
وفي الأعوام الخمسة القادمة، سأولي مزيد من التركيز على بعض المجالات المحددة التي تؤثر سلبًا على إقليمنا، بما فيها تحقيق الاستئصال التام لشلل الأطفال في الإقليم، وهذا يمثل أولوية قصوى لي شخصيًا، وسأدعم تنمية الموارد البشرية دعمًا كاملًا، بما في ذلك برنامج الإدارة والقيادة، وهذا يمثل أولوية أخرى بالنسبة لي. سيكون التقدم المحرز لبلوغ التغطية الصحية الشاملة في جميع بلدان الإقليم هو مداخلتي الرئيسية لتطوير النظام الصحي وتثمل أهداف التنمية المستدامة قاعدة انطلاق غنية لتخطيط البرامج الصحية وتنفيذها خلال الأعوام الخمسة القادمة.
ومن أجل تحقيق هذه الأغراض، سيكون دور المكتب الإقليمي والمكاتب القطرية أكثر استجابة لاحتياجات الدول الأعضاء من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وتوظيف أصحاب الخبرة المؤهلين، وضمان توفير بيئة عمل تتسم بالشفافية والكفاءة. وسألتزم بزيادة تفويض السلطات للموظفين الفنيين في المكتب الإقليمي وعلى الصعيد القطري من أجل تشجيع التنافس والإبداع والابتكار والتميّز.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن من واجبي أن أبذل كل الجهود الممكنة لتحسين التنسيق الداخلي في منظمة الصحة العالمية كي تعمل ككيان واحد على مستوى المنظمة ككل.
وبالمثل، لن ادخر أي إمكانية للعمل مع وكالات الأمم المتحدة الشقيقة الأخرى، وشركاء التنمية، والمنظمات غير الحكومية في المسائل ذات الصلة مثل أهداف التنمية المستدامة، والإعلان السياسي للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية، واللوائح الصحية الدولية، ومختلف الخطط الاستراتيجية وأطر العمل العالمية.
أصحاب المعالي والسعادة،
كمدير إقليمي، سأحترم أي توجيهات ترد من المجلس التنفيذي والزملاء الكرام احترامًا شديدا، وسألزم نفسي بإقامة تعاون أقوى مع جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، وسأكرس تجاربي ومعرفتي وجهدي لخدمة جميع البلدان على قدم المساواة.
وفي الختام، اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع موظفي منظمة الصحة العالمية والأمناء وخاصة الذين أتيحت لي الفرصة للقائهم، كما أتقدم بالشكر الجزيل لمعالي وزير الصحة عبد الرحمن محمد العويس وسعادة السيد عبيد الزعابي، سفير الامارات العربية المتحدة هنا في جنيف، وغيرهم من الموظفين في السفارة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته