22 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 - في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، وبالحضور الافتراضي لما يقرب من 2000 مندوب؛ شارك المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري في حلقة نقاش في مؤتمر القمة العالمي للابتكار الصحي حول المدن الصحية والجفاف. وأوضح حقيقة أن إقليم شرق المتوسط يضم العديد من البلدان الأكثر شحًا في المياه في العالم، وتبادل نماذج مبتكرة حول الحفاظ على الصحة العامة في بلدان الإقليم التي اعتمدت أفضل الممارسات في هذا الصدد. وناقش التحدّيات الصحية العامة التي تواجهها المدن التي تتفاقم وتنتشر فيها مشكلة ندرة المياه نتيجة لتغيّر المناخ والاستغلال المفرط لمصادر المياه المتاحة بسبب الطلب المتزايد عليها.
وقد سجَّل برنامج المدن الصحية لشرق المتوسط حتى تاريخه 92 مدينة و29 قرية في 15 بلدًا تطبّق معايير الممارسات. وتُعْتَمَد المدن والقرى فور تنفيذها لأفضل ثمانين معيارًا للممارسة وفقاً لدليل الممارس لبناء المدينة الصحية. وهناك أيضًا مجموعة مطوَّرة من المؤشرات لقياس مدى حصول السكان على الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والإصحاح والدخل والبيئة الآمنة والسكن اللائق وتعزيز الاستخدام الرشيد للمياه وضمان الإدارة الجيدة للموارد المائية. فمن دون الحصول الموثوق به على مياه الشرب المأمونة ومرافق الإصحاح المناسبة لن تصبح المدنُ صحيةً أو مستدامةً. وعرض الدكتور المنظري قصص النجاح في بلدان الإقليم التي نفَّذت برنامج المدن الصحية لتعزيز الحوكمة الحضرية. وأوضح أن أفضل الممارسات التي اعتمدتها المدن كشفت عن انسجام السياسات الصحية، وخففت من الإجحافات الصحية، وشجعت التدخلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المبتكرة التي تحقق الاستدامة البيئية وتؤثر إيجابيًا على الصحة. وأظهرت التجارب كيف تحفّز المنابر متعددة القطاعات الأساليبَ المنهجية وتنشّطها من أجل تعزيز الصحة والعافية.
وردًا على أسئلة من مُيَسِّر المناقشة والمندوبين، عرض الدكتور المنظري تفاصيل حول التحديين الرئيسيين المتصلين بالمياه اللذين يؤثران على استدامة المستوطنات الحضرية - وهما عدم الحصول على المياه المأمونة والإصحاح، وزيادة الكوارث المتصلة بالمياه مثل الفيضانات والجفاف. ولهذه المشاكل عواقب وخيمة على صحة البشر وعافيتهم، وأدت إلى مشاكل صحية مثل الأمراض غير السارية والإسهال والملاريا وتفشي الكوليرا، التي تفاقمت بسبب الافتقار إلى المرافق المناسبة في كثير من الحالات، ولا سيما خلال جائحة كوفيد-19. ونجمت عن انقطاع الخدمة ضغوطٌ شديدة على الشبكات الباهظة التكلفة وعلى الهياكل الأساسية للتوزيع، مما أفضى إلى عدم الالتزام ببروتوكولات النظافة.
وقال الدكتور المنظري إن الذين يعانون أكثر من غيرهم من التحدّيات المتصلة بالمياه هم الفقراء في الحضر، الذين يعيشون في المناطق الفقيرة أو المستوطنات غير الرسمية نتيجة للنمو الحضري السريع، وهؤلاء الناس يفتقرون إلى مياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية الملائمة والخدمات الصحية وفرص العمل. ولكل ذلك آثار ذات أمد قصير وأمد طويل على النمو الاقتصادي، تؤدي إلى انتشار الفقر وتفاقم التوترات داخل المجتمعات وفيما بينها. كما تضغط بشدة على خدمات الصحة العامة والتعليم والخدمات البيئية.
واختتم الدكتور المنظري مداخلته بتوضيح أهمية توليد البيانات، وإشراك المجتمع المحلي في تعزيز استخدام المياه بكفاءة أكثر، وتنفيذ البرامج التعليمية في المدارس، وسَرد عددًا من الاستراتيجيات وخطط العمل التي وضعتها المنظمة لدعم البلدان في مواجهة التحدّيات، والتي تشمل"الاستراتيجية العالمية للمنظمة بشأن الصحة والبيئة وتغير المناخ (2019-2030)".واستراتيجية المنظمة بشأن المياه والإصحاح والتصحح (2018-2025)".والاستراتيجية الإقليمية وإطار العمل بشأن الصحة والبيئة (2014-2019)و"الاستراتيجية العربية للصحة والبيئة (2017-2030)".
وقال السيد إيريون فيليج، رئيس بلدية تيرانا، بألبانيا، إن تيرانا، شأنها شأن العديد من المدن، تتعامل مع بنية أساسية قديمة للمياه مقترنة بالتوسع الحضري، وعلى الرغم من التحدّيات التي تواجهها نظم إدارة المياه فإنه يجري تحسينها لضمان الاستفادة المستدامة منها.
وقد بحث معالي المهندس عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البلدية والبيئة في قطر، سلسلةً من التغييرات تنفّذها الوزارة لمواجهة التحدّيات الصحية التي يفرضها المناخ الجاف والحار في قطر.
وأوضح الدكتور ميتري بورديا داس، مدير الممارسات والمناطق الحضرية والمرونة والأراضي بالبنك الدولي، أن البنك الدولي نظر في القضايا المتعلقة بالإنصاف والإدماج وقال إن واضعي السياسات نظروا في هذه القضايا في سياق الحفاظ على الصحة في المناطق شحيحة المياه.
وتناول البروفيسور هوارد فرومكين، الأستاذ الفخري بجامعة واشنطن، بالتفصيل الاستراتيجيات الرئيسية التي اعتمدتها المدن لمكافحة الأخطار المتزايدة المتصلة بتغير المناخ.
مُيَسِّر المناقشة
كيرستي وارك
منظمة الصحة العالمية
الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط
أعضاء حلقة النقاش
معالي السيد عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البلدية والبيئة، قطر
الدكتور ميتري بورديا داس، مدير الممارسات والمناطق الحضرية والمرونة والأراضي بالبنك الدولي
البنك الدولي
البروفيسور هوارد فرومكين، أستاذ فخري، جامعة واشنطن
السيد إيريون فيلياي، عمدة تيرانا، ألبانيا